هذه اللجان العاملة في اتحاد كرة القدم السعودي، ينظر لها الشارع الرياضي على أنها غير قادرة على القيام بعملها بالصورة التي يجب أن تكون عليها، من حيث التعامل مع الأحداث والقضايا بحياد تام، ومن دون تمييز لناد أو مسؤول! ولا شك أن الحديث كثر خلال الفترة الأخيرة عن تباين في عدد من القرارات التي أصدرتها لجنة الانضباط، يعزز هذه الآراء، فالأحداث تكاد تكون متشابهة، فيما القرارات تختلف من ناد إلى آخر، ومن مسؤول إلى آخر! إننا أمام قضية ليست سهلة، فهذه اللجنة، ولجنة المسابقات والفنية، هي أقرب إلى أن تكون محكمة رياضية، يجب أن يكون الحكم الصادر عنها بعيداً عن أي تأثيرات، وأن تكون قراراتها مستقلة، وليس لأي أحد وصاية عليها. ثم إنني استغرب سرعة إصدار قرار في ناد صغير، وتأخر إصدار قرار مماثل بحق ناد كبير، مع أن النظام ولوائحه لا تفرق بين ناد وآخر، لا من حيث كونه صغيراً أو كبيراً، جماهيرياً أو كان عدد جمهوره لا يتعدى عدد العاملين في النادي. ولعلي هنا أستشهد بأحد أكبر الأندية الأوروبية، وسيد الأندية الإيطالية فريق يوفنتوس، الذي صدر بحقه قراراً بهبوطه إلى دوري الدرجة الثانية بعد ثبوت تلاعبه بنتائج بعض المباريات، على رغم من أن الفريق له نفوذه وشعبيته الجارفة. لكن النظام كان أكبر من جوفنتوس وتاريخه، فغادر إلى دوري الدرجة الثانية، وعاد أكثر قوة، وهنا انتصر النظام، وبسط الاتحاد الإيطالي هيبته على المسابقات والأندية، كون القرار طبق على أكبر ناد في البلاد، وليس كما حدث لدينا في الإصرار على إسقاط فريق الوحدة وتهبيطه إلى دوري الدرجة الأولى من دون أي إثباتات. وأزيد على ذلك بأن عدداً من اللجان ومنها الانضباط، والفنية، والاستئناف، وحتى الاحتراف، تعمل ألف حساب وحساب لأندية معينة، وتسعى جاهدة لكسب رضائها، وإيجاد بعض المخارج لها، خوفاً من إعلامها، وتعليقات منسوبيها، وهذا خطأ كبير، وفيه إهانة للنظام، وتفريط بالمسؤولية. والحقيقة أنني لا أجد اختلافاً بين ما حدث مع رئيس نادي نجران السابق مصلح آل مسلم الذي عوقب بالإيقاف والغرامة المالية لما قاله عن حكم مباراة فريقه أمام الهلال والذي اعتبر تهكماً بحكم المباراة، وما قاله الأمير عبد الرحمن بن مساعد رئيس نادي الهلال بحق حكام مباراة فريقه الأخيرة أمام التعاون. وفي رأيي الشخصي فإن الحالتين متشابهتان، وإن أدى حديث رئيس الهلال إلى الذي بالغ في تهكمه للدرجة التي استغرب كيف يقذف مشجعو الهلال بالقوارير والأحذية أكرمكم الله على حكام المباراة، وهو ما تجاوز أرضية الملعب إلى منزل حكم تلك المباراة مطرف القحطاني. قبل أن يطبق نظام الاحتراف، وقبل أن يكون لدى اتحاد الكرة لجنة انضباط، أصدر الأمير فيصل بن فهد «رحمه الله» قراراً فورياً أثناء الحدث بإيقاف صالح النعيمة، في حادثة لا تنسى، وأصدر قراراً آخر بطرد مدرب الأهلي السابق زاناتا وترحيله في الليلة نفسها لاستخدامه إشارة النقود في وجه حكم مباراة الأهلي والهلال. أيتها اللجنة الموقرة .. يا لجنة الانضباط .. احكموا بالعدل واقسطوا؟ [email protected]