كشف وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ، أمس عن أن وزارته لديها برامج لتأهيل الخطباء، وأن هناك توجيهات بلغ بها جميع الخطباء لتناول مواضيع العنف الأسري على الأقل مرة واحدة في السنة، موضحاً أن المسجد منبر من منابر الحوار المهمة، «وعلى الخطيب أن يستحضر ضوابط الحوار وأن يكون في مقام الناس وهم يتساءلون.. فإذا حاور الخطيب نفسه ارتقى مستوى الخطبة». ووصف آل الشيخ، خلال مشاركته في ملتقى المتدربين المعتمدين لدى مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني المنعقدة أعماله في قاعة الملك فيصل للمؤتمرات في الرياض، «الخطبة» بأعظم الوسائل التأثيرية في المجتمع الإسلامي بعامة، «والخطبة ميدان مهم لمناقشة مختلف القضايا وطرح الآراء الإسلامية ضد الانحلال، ضد التغريب، ضد التفكك الأسري، ضد العنف الأسري، ورفع مستوى الحوار في المسجد وإشاعة ثقافة الحوار في المسجد، فهذا مطلب لا شك يأتي وفق المعطيات». وفي سؤال حول تقبل منسوبي المساجد أو المشايخ بشكل عام لفكرة الحوار، أشار آل الشيخ إلى أن هذه المسألة تحتاج إلى دراسة من مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني. وقال: «الحس عندي أن هناك تشكيكاً في فكرة إدخال الحوار على القيادات الدينية والشرعية في البلاد، لكن الحوار يحتاج عناية من أهل العلم لمشاركتهم في التدريب على الحوار». ورأى أن المسجد من أهم المواقع لنشر ثقافة الحوار بضوابطه الشرعية وفق المصلحة الدينية، ولابد من العناية بالمسجد عناية خاصة تختلف عن الحوار في المدرسة أو الحوار الأسري. ولفت إلى أهمية ملتقى المدربين في مجال الحوار، وتطوير نشر ثقافة الحوار بين أفراد المجتمع، مشيراً إلى أن ملتقى المدربين المعتمدين لنشر ثقافة الحوار خطوة مهمة لتأصيل منهج الحوار، للوصول إلى ما يحقق مصالح المجتمع في الأمور الدينية والدنيوية. ونوه بالجهود التي بذلها مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، في مجال التدريب على الحوار، مبيناً أن المركز تقدم بقوة نحو شراكات في مجال التدريب. وأكد أن المركز حقق نجاحاً في مجال إشاعة ثقافة الحوار والاهتمام به، وتوجه العديد من أفراد المجتمع للاطلاع والقراءة في مجالات الحوار. وأضاف آل الشيخ أن المجتمع السعودي أصبح يلمس إسهامات المركز في مجال تطوير الحوار، والنجاحات التي تحققت في هذا المجال، مشيراً إلى أن الحوار أصبح ضرورة من ضروريات التعايش بين أفراد المجتمع. وفي ما يتعلق بالحوار ما بين الديانات أوضح آل الشيخ أن هذا النوع من الحوار في الغالب يواجه بالرفض، لوجود الاستعلاء وعدم النظر بندية بين المتحاورين، ولذلك جاءت دعوة خادم الحرمين الشريفين إلى الحوار بين أتباع الديانات، وليس بين الديانات نفسها، لمد الجسور والمصالح التي تتوخاها المجتمعات. وألمح آل الشيخ إلى رغبة وزارته في استقطاب داعيات سعوديات، اذ يرى أهمية نشر الحوار بكل الوسائل المتاحة في المساجد بمشاركة الدعاة والخطباء. وقال: «هناك رغبة من الوزارة في تعيين داعيات»، مؤكداً أن النساء شقائق الرجال، ومن حقهن أن يلتحقن بالدعوة».