نقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أمس، عن مصادر رفيعة المستوى في وزارة الخارجية الأميركية قولها إن «تركيا تنازلت عن دعواها» ضد جنود الكوماندوز الإسرائيلي الذين اعترضوا نهاية أيار (مايو) عام 2010 سفينة «مرمرة» التركية التي كانت في طريقها إلى قطاع غزة للتضامن مع أهله ضد الحصار الإسرائيلي عليه، ما أدى إلى مقتل تسعة أتراك من ركاب السفينة. وأضافت أن «التنازل» التركي تم من دون أن تقدم إسرائيل اعتذاراً لتركيا أو أن تلتزم دفع تعويضات مالية لذوي القتلى، كما اشترطت أنقرة للمصالحة مع الدولة العبرية. وكتب المعلق العسكري في الصحيفة أليكس فيشمان، أن المدعي العام في تركيا أصدر تعليماته بتجميد الإجراءات القانونية ضد جهات عسكرية وسياسية إسرائيلية أعطت أوامرها للجنود بالسيطرة على السفينة، وضد الجنود الذين قاموا بالتنفيذ. وربطت المصادر بين هذه التعليمات وبين الجهود التي تبذلها الإدارة الأميركية أخيراً لخفض حدة التوتر بين إسرائيل وتركيا، التي تتيح لهما «إنهاء العداء المتواصل». وأشار المعلق إلى أنه في موازاة هذه الجهود ينشط أيضاً الوسيط الإسرائيلي المعيَّن ديفيد ميدان في الاتجاه ذاته. وذكّر المعلق بأن تركيا اشترطت في السابق إعادة العلاقات مع إسرائيل لمجراها الطبيعي باعتذار إسرائيلي وبدفع تعويضات لأسَر الضحايا والمصابين، وأنها توجهت لإسرائيل بطلب قائمة بأسماء الجنود الذين نفذوا عملية الاعتراض، كما أن وسائل إعلام تركية نشرت في حينه أسماء عدد من اولئك الجنود وصورهم. وتابع المعلق أن تركيا هددت بالتوجه إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي ضد المسؤولين والجنود الإسرائيليين الذين نفذوا العملية، وبينهم ضباط كبار، والمطالبة بتقديمهم للمحاكمة بارتكاب جريمة حرب. كما استعدت النيابة العامة في تركيا لتقديم دعاوى شخصية باسم عائلات الضحايا ضد الجنود الإسرائيليين. واشترطت تركيا وقف تلك الإجراءات القانونية بتقديم إسرائيل اعتذاراً رسمياً عن الهجوم على السفينة التركية المذكورة، ودفع تعويضات لعائلات القتلى والجرحى. لكن الحكومة الإسرائيلية رفضت تقديم أي اعتذار، متسلحةً بالرأي القانوني الاستشاري الذي أصدرته لجنة الفحص الأممية (لجنة بالمر)، الذي اعتبر الحصار على القطاع قانونياً. ورأى المعلق أن الموافقة التركية على تجميد الإجراءات القانونية ضد إسرائيل تعكس حقيقة تعزيز العلاقات بين تركيا والولاياتالمتحدة على خلفية مصالح إقليمية مشتركة لهما تجاه كل من سورية وإيران والعراق. وتابع نقلاً عن جهات أميركية، أنه في إطار خفض التوتر بين البلدين عملت الولاياتالمتحدة جاهدةً من أجل تخفيف حملة الهجوم التي يشنها القادة الأتراك على إسرائيل، «وهذا ما يحصل في الفترة الأخيرة». على صلة، أفادت الصحيفة أن تركيا ستشارك في معرض السياحة الدولي الذي تنظمه إسرائيل سنوياً ويعقد في تل أبيب الشهر المقبل. ويشارك في المعرض ممثلون عن 28 دولة. ورأت الصحيفة أن مشاركة تركيا تؤشر إلى رغبتها في رؤية مئات آلاف السياح الإسرائيليين في منتجعاتها السياحية، كما كان في سنوات سبقت الأزمة الأخيرة في العلاقات بين الدولتين.