اجرى وزير الشؤون الخارجية الجزائري مراد مدلسي محادثات مع الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ووزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون. وقال بعد اللقاءين وفي مؤتمر إعلامي في مقر الأممالمتحدة في نيويورك، مساء أول من أمس، لمناسبة انتقال رئاسة مجموعة ال77 من الأرجنتين إلى الجزائر «إن الجزائر حققت تقدماً كبيراً في مجال الإصلاحات السياسية والاقتصادية التي يتعين تعزيزها أكثر». ورداً على سؤال تناول طبيعة الحركات الحالية للمطالب الاقتصادية والاجتماعية في بعض المدن الجزائرية وآثار ل «الربيع العربي» وانعكاساته على الجزائر، أكد الوزير: «يجب تأمين الحاجيات الاجتماعية لكن تم أيضاً تحقيق إنجازات كبيرة من خلال البرامج المتتالية للاستثمارات العمومية الكبرى». وعن الحركات الاحتجاجية لاحظ مدلسي أنها جرت حتى في البلدان المتطورة الكبرى مشيراً الى أن هذه التظاهرات «تبين أن مجتمعاتنا باتت تعبر اكثر فأكثر عن مطالبها» وأنه «خلافاً للبلدان العربية التي شهدت منذ السنة الماضية اضطرابات سياسية والتي كانت تتميز بأنظمة سياسية مغلقة أمام كل معارضة وفي غياب حرية التعبير والصحافة، فإن الجزائر أرست التعددية منذ عام 1988». وأوضح الوزير أنه منذ نهاية التسعينات «باتت الأحزاب السياسية الإسلامية ممثلة في الحكومات التي تعاقبت حيث تحالفت مع أحزاب من اتجاهات سياسية أخرى». ولاحظ مع ذلك أن «ما رفضته الجزائر عام 1991 وما لا نريده هو العنف». كما اشار الى أن حرية الصحافة في الجزائر «استثنائية» مسجلاً انه «لا يمر يوم واحد لا يكون فيه أعضاء الحكومة موضع انتقادات». وعن سؤال تناول الاتهامات الأخيرة لرئيس الوزراء التركي ضد فرنسا التي اتهمها بارتكاب «إبادة في الجزائر» في سياق تعليقه على القانون الفرنسي حول إبادة الأرمن، أكد مدلسي انه «خلال الفترة الاستعمارية ارتكبت الكثير من المجازر وكانت تلك الفترة صعبة للغاية بالنظر إلى التضحيات الجسام التي تبقى راسخة في الذاكرة الجزائرية». واعتبر مع ذلك أنه «إذا كان يستحيل محو الذاكرة» يجب كذلك «النظر الى المستقبل».