ما زلت في حيرة مع هذه «التنكة لوجيا» وهذه العولمة والمشي في أروقتها أو العزوف عنها وعن اللي جابها! ساعدوني كي أتواصل معكم بطريقة طبيعية. لا ليس من خلال الشاشات. يسمونها في الغرب تواصلاً اجتماعياً، وأسميها تناحراً اجتماعياً وتقاتلاً جماعياً، وإن لم يعلق المشكل لا نتابع. أحلى ما في الفيسبوك عندنا وأحلى التغريدات تلك التي تنشر فضيحة أو ادعاء أو شتماً وتفرج يا سلام. هذا عدا النقد المتواصل والاتهامات يمنة ويسرة والاستهزاء الذي نسميه نكتة، وأن دمنا صار خفيفاً، وأننا نكشف المستور ونتكلم ما شئنا صحيحاً كان أم كذباً، افتراء كان وافتراشاً! لا سمات شخصية ولا فراسة ولا فراشة ولا ملامح، أنت لا تدري حقاً مع من تتواصل، أي تواصل هذا وأنا مجرد صورة أو اسم أو رقم وآلة؟ لكن المشكلة أنني لا أريد أن أكون قديمة وأن أتماشى مع عصري الذي يعصرني غصباً عني وأدخل عالم التنكة لوجيا، إنما خلاص أنا فاض بي ومللت، أشعر أنني أود أن أصرخ أحياناً وأقول لكل المتواصلين والواصلين: إن لم تهربوا منا سنهرب منكم. هيا نطلب منكم أن تأخذوا أمتعتكم الحضارية وترحلوا، حملوا أجهزتكم من تلفزيونات ملوثة وأفكار معلبة وفضائيات ملبدة وكومبيوترات موبوءة وغادروا، ولا تنسوا جوالكم الذي جمدنا وتجول بمفرده برسائله وخصائصه. نريد الأمن والسلام والطمأنينة، نريد النقاء في صورنا والصفاء في أصواتنا وليس في الأجهزة، نريد أن نعيش بحسن النوايا وحسن الجوار وأجهزتكم علمتنا العزلة تعليماً والتلصص على تلك التويتر وذاك الصندوق البريدي وصور الفيسبوك وأن آتي بالمعلومة قبل أي شخص آخر، وأن يكون كل واحد صحافياً له السبق الصحافي لكن في صحائف التبلويد الإلكترونية! ولذا أقرر، مثل كل مرة أن أركل «التنكة لوجيا» هذه، ولكني ومثل كل مرة أعود إليها بجرح وأبيع وقتي لها وتشتريه هي بثمن بخس، إخص عليها! وما فائدة الشكوى ما دام أني أنام وأصحو عليها، علماً أن هويتي بدأت تنطمس وأشعر بالانسحاق والإخفاق وبأنني تحت إمرتها وكذلك علاقاتي، حتى بذات ذاتي آخذة بالانطماس. [email protected]