غص منزل عنبر الرويشد، بالمعزين من شيوخ قبائل ومسؤولين ومواطنين، فيما لا يكاد هاتف الموبايل يتوقف عن الرنين، من متصلين من مختلف مناطق المملكة، يشيدون بخطوته في العفو عن قاتل ابنه بعد اقل من 48 ساعة من وقوع الجريمة، مطلع الأسبوع الماضي. واعتبر المعزون والمتصلون هذه الخطوة «من أروع الأمثال في العفو لوجه الله تعالى من دون شرط أو قيد». ومن أبرز المعزين وفد من قبيلة حرب، والتي ينتمي إليها القاتل، في مقدمهم الشيخ محمد عبد المحسن الفرم (أحد مشايخ حرب)، الذي قدم سيارته الخاصة هدية إلى الرويشد، «تثميناً لموقفه النبيل»، والشيخ ماجد بن صميعر، ورجل الأعمال عبد الرزاق المنور، والإعلامي فاضل ثروي الحربي، ووجهاء وأعيان القبيلة. وقال الفرم: «إن الوفد زار الرويشد من أجل السلام عليه، وتعزيته في وفاة ابنه، وكذلك لشكره على تنازله عن القاتل لوجه الله تعالى، من دون وجاهة من أحد، وأيضاً لتقديم هدية متواضعة جداً (سيارة جيب موديل حديث)، وهي كتعبير منى لعظيم فعله»، مضيفاً أن «حقه علينا أكبر من ذلك بكثير». وقال: «إن العفو والتسامح من مبادئ الدين الإسلامي، وهو توجه تدعمه وتحث عليه أيضا قيادتنا، وعلى رأسها الملك عبدالله بن عبد العزيز». بدوره، قال ابن صميعر: «إن عنبر ضرب أروع الأمثال في التنازل والعفو عن القاتل لوجه الله تعالى، وهذا هو التلاحم والتآلف الذي يحثنا عليه ديننا الإسلامي الحنيف». فيما قال الإعلامي ابن ثروي: «إن ما قام به الرويشد من الأمور التي يقدرها الجميع في هذا الزمن الذي كثرت فيه الديات، حتى وصلت على 20 مليون ريال، وهذا موقف عظيم وكبير يحسب له، وينم عن طيب وكرم في هذه الأسرة». وتلقى اتصالات متعددة من خارج المحافظة، من أشخاص ينتمون إلى مختلف القبائل، منهم «شاعر المليون» زياد حجاب بن نحيت، والشيخ عبد الكريم الجرباء (شيخ شمر)، والشيخ عويد الطوالة (من مشايخ شمر )، وغيرهم، ممن أشادوا بهذه «المبادرة الحسنة والطيبة في التنازل لوجه الله تعالى».