تزامناً مع متطلبات الحياة الكثيرة، والمعيشة الصعبة لبعض فئات الناس، تتطلع خريجات كليات المعلمات في مكة إلى وظائف تعليمية أو إدارية، الكثيرات يقبعن في منازلهن يتصفحن الصحف اليومية لعل وعسى أن تلوح في الأفق بارقة أمل، يقرأن الإعلانات المنشورة فيها عن وجود وظائف شاغرة، أو مطلوب معلمات في مدارس أهلية تنشرح صدورهن، ويفتحن أفواههن من الضرس إلى الضرس، إذ تقع أعينهن على كلمة «في جدة» تنقبض صدورهن ويضيق خلقهن، وتتقارب الحواجب يأساً واستياءً، وتلتوي الشفاه حسرة، ويعصف بقلوبهن ألم الخيبة، ونرى البعض منهن يحملن شهادات بتخصصات علمية مختلفة، وتفاجأ بأنهن يعملن بائعات في بازارات أو مندوبات مبيعات. ما دور هؤلاء الخريجات في هذا الوطن المعطاء؟ هن دائمات البحث عن وظيفة، لأن الحاجة هي محور البحث الوظيفي، وليست الوظيفة من الكماليات إنما هي ضرورة، وإن وجدت وظيفة في مدرسة من القطاع الأهلي تتسابق إليها طالبات التوظيف ولن تحظى بها إلا من تملك «حرف الواو»، وإن أعلن عن فرص وظيفية فمن ضمن الشروط شرط تعجيزي هو «الخبرة»، من أين تأتي الخبرة وهن حديثات التخرج؟ أو أنهن لم يدخلن أي مجال عملي؟ وإن كان لا بد من ذلك فلتكن فترة بدء العمل «تجريبية» لمدة كافية يختبرون قدراتهن ومدى تحملهن المسؤولية، نحن جميعاً مارسنا العمل ثم اكتسبنا الخبرة. إنني وبكل الحب الذي يملأ قلبي أناشد ملك الإنسانية صاحب القلب الزاخر بالرحمة والعطاء الالتفاتة الحانية المعهودة لهؤلاء الخريجات لإسعادهن ورسم الفرحة على وجوههن.