جائزة التفوق الرياضي التي أقرّت أخيراً بأمر ملكي، وجاء الأهلي لينتزع أول ألقابها هي أمر لا بد من الإشادة به، كونه يصب في العملية التحفيزية التي تحتاجها الرياضة السعودية، خصوصاً في هذا الوقت، فالتطوير والامتداد صوب الإنجازات وتقديم ما هو منتظر، تحتاج الى وجود هذا الدعم الذي تقرر، لتأكيد ان القيادة لم تكن يوماً ما بعيدة عن أي شأن رياضي، والجائزة هي في مجملها من الأعمال التي تعنى بتحفيز الشباب على تمثيل الوطن خير تمثيل، اذ قصرت فقط على الإنجازات الخارجية. فقد تكون هذه الجائزة من اللحظات التاريخية في مسيرة الرياضة السعودية، كما انها تواصل يحتاج الى تقدير مثل هذه الفرص، واستثمارها الاستثمار الأمثل، فلم تعد البطولات الخارجية خارج نطاق كرة القدم غير مهمة كما كنا نعتقد، انها شرط أساسي في الوصول الى هذه الجائزة، فالجائزة جزء من التخطيط نحو المستقبل، فالتكريم الذي حظي به منسوبو الأهلي سيكون دافعاً للأهلاويين قبل غيرهم للاستمرار في حصد البطولات وتحقيق الإنجازات، ولعل هذا واحد من أهم مكاسب وجود مثل هذه الجائزة على الصعيد الرياضي، الذي ستكون نتائجه سريعة في القريب العاجل ما دام ان التكريم والالتفاف نحو المنجزات الرياضية الوطنية سيكون بهذا الحجم. ومن حق الاهلاويين ان يفتخروا بنتائج عملهم في هذا النادي، ويكفيهم فخراً ان يصفهم قائد هذا البلد ب«سفير الوطن»، وهذا هو الدعم الذي ينتظره كل رياضي، ليشعر بقيمة وماهية العمل الذي يؤديه. تجربة قديمة هناك من يراهن على ان تعاقد النصر مع قائد المنتخب السعودي حسين عبدالغني لن يكون أفضل مما سبقه من تعاقدات لنجوم حضروا من اجل النصر، لكنهم خذلوه ولم يقدموا أي شيء يستحقون عليه مطاردة النصراويين لهم، نجوم قدمت من اندية اخرى، لكنها اعتبرت ان النصر مجرد استراحة وتواجد فقط، وظل الفريق النصراوي يراوح مكانه، بسبب اعتماده على مثل هؤلاء النجوم، فالنجوم التي قدمت للنصر معروفة وقائمتها ثابتة، بل ان تلك الأسماء التي حطت رحالها في النصر كانت في يوم من الأيام تشكّل الدعامة القوية للمنتخب، لكن وجودهم في النصر محطة أخيرة، لحمل ما خف وزنه وغلا ثمنه. ان ما دفعه نادي النصر لهؤلاء اللاعبين الذين مروا بسرعة مذهلة على الجماهير النصراوية، يساوي قيمة إنشاء أكاديمية لتعليم النشء والمواهب كرة القدم الحقيقية، لذا هناك من يرى في عبدالغني القادم الجديد ما كان يراه في النجوم السابقين، على رغم ان عبدالغني ما زال من نجوم الكرة السعودية، واسماً ثابتاً في قائمة المنتخب، لكن تصريحات عبدالغني الأخيرة التي تقلل من الجماهير النصراوية، عندما قال عبدالغني ان بيان الأهلي هو ما عجل بالذهاب الى النصر، أي ان الأهلي قطع عليه خط الرجعة، فأصبحت خياراته محدودة، وعبدالغني ربما يكون نموذجاً مختلفاً عن السابقين، خصوصاً ان اللاعب كان للتو عائداً من تجربة احترافية في أوروبا، اما اذا فشل عبدالغني مع النصر، فانها مسألة تحتاج الى إعادة صياغة. [email protected]