يتبادل الطلبة قبل فترة الاختبارات، طرقاً عدة، يعتقدون أنها «تُحفز على الحفظ والمذاكرة»، فبعد أن كان الاعتماد مسبقاً، على نوعية الأطعمة، يتوجه الطلبة الآن إلى «الألوان والشوكولاتة»، التي تعتبرها حميدة سعود (طالبة في الصف الثالث الثانوي)«فاتحة شهية للمذاكرة». وتقول: «تختلف طرق المذكرة من طالبة إلى أخرى. فالبعض لا يُركز إلا عن طريق المذاكرة بصوت مرتفع، والبعض الآخر يحبذ المذاكرة بصوت منخفض، بعيداً عن الضوضاء». و كانت الأسر تنصح الطلبة في السابق، بتناول الزبيب، أو حبوب زيت السمك، أما الآن فهناك «طرق جديدة تختلف كلياً، ومنها «شحن الشوكولاتة»، بالمذاكرة بصوت عال، بالقرب من قطعة «شوكولاتة» ثم أكلها، وكأنما تقوم الطالبة بشحن المعلومات التي تريد حفظها أو فهمها في القطعة، وحين تأكلها فأنها تلتهم المعلومات، وليس مجرد القطعة» بحسب قول حميدة، التي تضيف «البعض يرى أن هذه الطريقة مُجدية، وربما تكون نوعاً من إقناع الذات». ومن الطرق الجديدة أيضاً، ارتداء ألوان معينة عند المذاكرة، إذ تفضل رحمة يوسف، اللون الأخضر مؤكدة أنه يبعدها عن التوتر. وتقول: «تطلب منا المعلمة أن نشير إلى المعلومات المهمة بالألوان الفاقعة، لتذكرها. فيما تؤكد المعلمة أن اللون الأخضر يريح الأعصاب. وبالفعل أعتمد عليه كثيراً، بعد أن بحثتُ عن ارتباط الألوان بالحالة العامة. ووجدت ارتباطاً وثيقاً». أما روان شهاب، فتعتمد على الأبيض لارتباطه – على حد تعبيرها – ب»الصفاء النفسي»، مضيفة «أبتعد عن اللون الأحمر، باعتباره مثيراً للأعصاب، ومصدراً للتوتر. أما اللون الأصفر فللمعلومات الكثيفة والصعبة»، مشيرة إلى طريقة «النوتة»، «أقوم بكتابة المعلومات الأساسية على نوتات، بألوان مميزة ولافتة، ثم أقوم بتعليقها في أرجاء الغرفة، لأسترجع المعلومات، ولاحظتُ فعالية هذه الطريقة بعد أن جربتها». بدوره، اعتبر الاختصاصي النفسي أسعد النمر، الألوان «وسيلة للتدريب وتقوية الذاكرة، وليست للمذاكرة والاستذكار»، مضيفاً «نفترض أن لدينا طفلاً نريد تدريبه على الذاكرة البصرية، فنستخدم الألوان لتدريبه على ذلك، عن طريق محاولة التعرف على أحب الألوان إليه، ونضع أمامه الألوان، ليختار اللون المُحبب، والألوان المختارة أولاً يسترجعها بشكل أسرع، هذا بعد أن تُعرض الألوان بحسب تسلسل معين، وهذا يسمى استدعاء المعلومة، لاقتران اللون بالمعلومة. ويبدو لي أنه لن تكون هذه الطريقة فعالة في الأمور المُعقدة، التي تحتاج إلى الحفظ». وأشار النمر، إلى ما يسمى ب «القبعات الست»، المكونة من الألوان: الأحمر، والأخضر، والأصفر، والأزرق، والأسود، والأصفر، موضحاً أنها «أمور تنشط التفكير والذاكرة والخيال، وحتى المشاعر، مثال عند ارتداء لون معين تكون مقداماً وشجاعاً، فهناك مجموعة صفات لكل لون، وهو نوع من الإيحاء لكل لون، ويمكن استخدامها في بناء الثقة. وهذا وارد في عملية التدريب، وما يسمى بالإيحاء». ولفت إلى دراسات أجريت حول علاقة اللون بالمزاج، مثل الأزرق، أو البنفسجي الخفيف، وهي ألوان هادئة، وأيضاً الأسود الذي يُعتبر لون الحداد، والأبيض ارتبط بالصفاء والنقاء. ولكل لون سيكولوجية معينة». وعن طرق الطلبة في المذاكرة. قال: «ما يقوم به الطلبة أسلوب جيد، إلا إذا دخل فيه مصطلح «إننا مميزين وأفضل منهم تمايزاً»، وأيضاً إذا اتسم بالتمايز العنصري، فيأخذ شكلاً سلبياً بالتأكيد. ولكن ما يقوم به الطلبة الآن لا زال في إطاره الإيجابي»، منوهاً إلى طريقة الشوكولاتة التي «لا تتعدى كونها إيحاء بالتأكيد، وأنواع الإيحاءات كثيرة، مثل الشخص المثقل بالهموم، عندما يتوجه إلى البحر، فيحسب ما لديه من هموم ويجمع الحجارة الصغيرة بعددها، ومن ثم يرميها في البحر، وكأنه تخلص منها، فهذا شبيه بطريقة شحن الشوكولاتة، وكأن يبتلع المعلومة التي ستدخل وتغذيه،. وكثيراً ما تستخدم هذه الطرق كنوع لإدخال واستخراج المعلومات». ونصح النمر، الطلبة ب «البحث في الإنترنت عن أساليب جديدة المذاكرة». كما نصح ب «التجريب قبل التطبيق على الكل». وقال: «يفضل تجريب الطريقة والأسلوب الجديد، فإذا كان الطلبة يدرسون ضمن مجموعة واحدة، عليهم الانقسام إلى قسمين، مجموعة تستخدم الطريقة الجديدة، والأخرى تذاكر بأسلوبها التقليدي، وهذا ما يسمى بالأسلوب التجريبي، وهذا لا يستدعي الاستعانة باستشاري، وبالإمكان ابتكار طرق جديدة أخرى». «برنامج تنمية الشباب» يطلق «إذا شفتني» لدعم المكفوفين