عاد الوضع الأمني في لبنان إلى الواجهة أمس، مع اكتشاف عبوة ليل أول من أمس في محلة القدس في صيدا جنوب لبنان وتفكيكها، ولاحقاً أوقف فرع المعلومات التابع لقوى الأمن الداخلي واضعها وهو شاب فلسطيني من مخيم عين الحلوة يدعى خليل عبد الرزاق، وفق قول مصدر في قوى الأمن الداخلي ل «الحياة». وأوضح المصدر أن الاعترافات الأولية لعبد الرزاق تفيد بأن لا خلفيات سياسية وراء الأمر، وأنه وضع العبوة لأهداف شخصية بحتة. وأضاف المصدر أن البودرة المستخدمة في العبوة مصنوعة من مادة الألمنيوم وساعده في إعدادها العنصر في تنظيم «فتح الإسلام» محمد الدوخي الملقب ب «خردق» والمطلوب بموجب مذكرات توقيف عدة. وكانت مصادر أمنية أفادت «الحياة» بتفاصيل ما جرى ليل أول من امس، إذ أعلنت أن حارس مبنى مصري الجنسية اشتبه قرابة العاشرة مساء أول من أمس بوجود جسم غريب، وعلى الفور أبلغ أحد الأشخاص بالأمر، فاتصل الأخير بفرع مخابرات الجيش اللبناني في صيدا، الذي حضر عناصر منه إلى المكان، وعثروا على حجر بناء فيه بودرة تقدَّر زنتها بكيلوغرام واحد، وبداخلها صاعق متطور موصول بهاتف خلوي، وهي معدة للتفجير في اللحظة التي يرن فيها الهاتف الخليوي. وأضافت المصادر أنه جرى التحقق من رقم الهاتف، وأن المضبوطات نُقلت بعد تفكيك العبوة إلى مديرية مخابرات الجيش في اليرزة، حيث يُعمل على فحص المواد والجهاز وتحليلها. وأشارت المصادر إلى أن مبنى حجازي الذي وضعت المواد المتفجرة في مرأبه يقطنه الشيخ صهيب حبلي، وهو من أنصار إمام مسجد «القدس» الشيخ ماهر حمود الذي يقطن في المبنى المقابل أيضاً. وأعلن الجيش في بيان صادر عن مديرية التوجيه، أنه عند العاشرة والنصف ليل أول من امس «تمكنت دورية تابعة لمديرية المخابرات في محلة القدس - صيدا، من ضبط عبوة ناسفة تحتوي على نحو كيلوغرام من المواد المتفجرة، كانت موضوعة أمام أحد المنازل ومجهزة للتفجير لاسلكياً. وقامت وحدة من الجيش بعزل المكان المذكور، كما حضر الخبير العسكري وعمل على تعطيل العبوة. وبوشر التحقيق بإشراف القضاء المختص». أما الشيخ ماهر حمود، فأشار ل «الحياة» إلى أن «واحداً من الخبراء الأمنيين في شؤون الإرهاب لَفَتَ عند تفكيك العبوة، إلى أنها تشبه العبوة التي وضعتها إسرائيل عبر مجموعة محمود رافع لأبي حسن سلامة في عبرا (شرق صيدا) في العام 1999». وأمنياً، ترأس محافظ لبنان الجنوبي نقولا أبو ضاهر اجتماعاً لمجلس الأمن الفرعي في صيدا، في حضور القادة الأمنيين في المحافظة، واتفق المجتمعون على «تعزيز الدوريات الأمنية المشتركة بين الجيش وقوى الأمن الداخلي كلها والأجهزة الأمنية، لا سيما في صيدا والجوار». ودعا البلديات كافة والتجار في المحافظة، لا سيما في صيدا وصور، إلى «وضع كاميرات للمراقبة في الساحات العامة وعلى الطرق بهدف الرقابة ومساعدة الأجهزة الأمنية والإدارية والقضائية والعسكرية المختصة في كشف المخلّين بالأمن لمعاقبتهم». وعقد «اللقاء التشاوري الصيداوي» اجتماعاً في مجدليون بدعوة من النائب بهية الحريري ومشاركة رئيس كتلة «المستقبل» النيابية فؤاد السنيورة. ودعا اللقاء في بيان القوى الأمنية إلى «تعزيز حضورها ودورياتها في المدينة، ولا سيما خلال الليل». وجدد «تمسكه بالدولة كمسؤولة وحيدة عن أمن المواطنين». ونوه بقرار استحداث مخفر للدرك عند أطراف صيدا القديمة. وأكدت الحريري بدورها «أن إرادة المدينة هي الاستقرار والتحلي بالحكمة لعدم الانجرار إلى أيّ إشاعات أو لإلباس المدينة ثوباً غريباً عنها»، وقالت: «هذه مدينة تكوينها ونسيجها انفتاح وتعدد وعيش مشترك بامتياز، وهي في كل المناسبات تؤكد تاريخها». وشددت على «أن الدولة بالنسبة للمدينة هي الملاذ الأساسي، ولا بديل عن الدولة للقيام بدورها». إلى ذلك، حذر الرئيس السابق لبلدية صيدا عبد الرحمن البزري في بيان، من «العبث بأمن صيدا»، وقال: «مخطئ من يراهن على الفتنة الأمنية في المدينة»، مشيراً إلى أن «هناك من يحاول أن يجعل من صيدا بؤرة توتر أمني ومركزاً لرسائله الأمنية».