القاهرة، ا ف ب، تجري الانتخابات التشريعية المصرية مرحلتها الاخيرة، على ثلاث مراحل ويدلي خلالها نحو خمسين مليون ناخب (من اجمالي عدد السكان البالغ 82 مليونا) بأصواتهم لإختيار أول برلمان بعد إسقاط الرئيس السابق حسني مبارك الذي أطاحته انتفاضة شعبية في 11 شباط (فبراير) الماضي. وتهدف هذه الإنتخابات الى إختيار أعضاء مجلس الشعب ال498 فيما يعين القائد الأعلى للقوات المسلحة ورئيس الدولة بحكم الأمر الواقع المشير محمد حسين طنطاوي عشرة آخرين. ويتم إختبار ثلث مقاعد المجلس من خلال النظام الفردي من جولتين في حين يتم إنتخاب الثلثين الباقيين وفقاً لنظام القوائم الحزبية النسبية. وتتكون مصر من 27 محافظة وزعت انتخابياً على ثلاث مراحل تشمل كل منها تسع محافظات. أجريت في 28 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي المرحلة الاولى للإنتخابات في محافظات عدة من بينها القاهرة والإسكندرية. وفي 14 كانون الاول(ديسمبر)، تم تنظيم المرحلة الثانية من الإنتخابات. وستنتهي المرحلة الثالثة في 11 كانون الثاني(يناير) إلا أن النتائج النهائية لن تعلن إلا بعد إنتهاء عمليات الإقتراع، في 17 من الشهر نفسه، في الدوائر التي تعاد فيها الإنتخابات بناء على أمر قضائي. وللمرة الاولى ايضاً اصبح من حق المصريين المقيمين في الخارج المشاركة في الإنتخابات. وتعقب إنتخابات مجلس الشعب إنتخابات مجلس الشوري التي ستنتهي في 22 شباط(فبراير) المقبل. وحقق مرشحو جماعة الإخوان المسلمين، الذين تقدموا للمرة الأولى تحت لواء حزب قانوني هو "حزب الحرية والعدالة"، فوزاً كبيراً في المرحلتين الاولى والثانية اذ حصدوا قرابة 36% من الأصوات وجاء في المرتبة الثانية حزب النور السلفي الذي حقق مفاجأة بحصوله على 24% من الأصوات. وحصل حزب اسلامي معتدل اخر، هو حزب الوسط على قرابة 4% من الاصوات خلال المرحلتين الاولى والثانية ما يجعل نصيب الاسميين الاجمالي قرابة 65% من الاصوات. وفي مواجهة الاسلاميين، حققت الاحزاب الليبرالية والحركات الشبابية الثورية والاشتراكية نتائج ضعيفة. وخاض الليبراليون الإنتخابات من خلال "الكتلة المصرية" التي ظهرت ايضاً بعد سقوط حسني مبارك وتضم عدة أحزاب أبرزها حزبا "المصريين الاحرار" الذي أسسه رجل الأعمال نجيب ساويرس والحزب المصري الديموقراطي الإجتماعي الذي أسسه أحمد أبو الغار وهو أستاذ في كلية الطب بجامعة القاهرة وأحد مؤسسي حركة استقلال الجامعات "9 مارس" وكان من المعارضين الشرسين لنظام الرئيس السابق حسني مبارك. أما الحركات الشبابية الثورية والاشتراكية فدخلت المنافسة من خلال ائتلاف "الثورة مستمرة".