وصف خبراء توقيت الإعلان عن شراء المملكة لمقاتلات حديثة وتطوير طائراتها المختلفة في سلاح الجو الملكي، بأنه قرار سياسي ذكي، وقال رئيس مركز الجمهورية للدراسات والأبحاث السياسية والأمنية الخبير الاستراتيجي المصري اللواء سامح سيف اليزل ل «الحياة» إن الصفقة تم الاتفاق عليها منذ عام 2010، وناقشها الكونغرس الأميركي ووافق عليها. موضحاً أن طائرات ال اف 15 التي تضمنتها الصفقة هي طائرات غاية في الكفاءة، وذات مدى طويل، وتحمل حمولات ثقيلة من الذخيرة، وستضيف قوة عسكرية كبيرة للسعودية، وستكون إضافة غير مباشرة إلى دول مجلس التعاون التي تربطها في ما بينها اتفاقية للتعاون العسكري. وأضاف اليزل أن رسم الخريطة السياسية، لا ينفصل عن العمل العسكري، والتطورات الأخيرة التي شهدها الخليج، وتصريحات بعض دول المنطقة المثيرة للقلق، جميعها أدت – بحسب قوله - إلى ضرورة الإعلان عن الصفقة في هذا التوقيت، كرد فعل على هذه الأحداث. مشيراً إلى أن الشق العسكري من الصفقة تم الاتفاق عليه منذ عام، لكن الإعلان عنها وعن تفاصيلها عمل سياسي، من اتخذ قراره محنك من الدرجة الأولى. وكانت الولاياتالمتحدة أكدت أول من أمس أن توقيع صفقة الأسلحة التي تبلغ قيمتها 30 بليون دولار لتزويد السعودية ب84 مقاتلة جديدة، تشكل خطوة توجه «رسالة قوية إلى منطقة الخليج». وقال مسؤولون أميركيون بحسب مصادر إعلامية مختلفة أن العقد الذي تبلغ قيمته 29,4 بليون دولار بحسب ما نشرته «الحياة» الجمعة 30 كانون الأول (ديسمبر) يقضي ببيع السعودية 84 طائرة من صنع بوينغ من طراز «اف-15 اس ايه» وتحديث 70 طائرة أخرى موجودة لديها. كما ينص على عقود تشمل تسليم ذخائر وقطع غيار وتدريبات وصيانة كما أضاف المسؤولون. فيما أكدت وزارة الدفاع السعودية بحسب بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية أن قرار شراء 84 طائرة مقاتلة من طراز «اف-15» إنما هو لتوفير «أفضل القدرات الدفاعية» لقواتها المسلحة من اجل «حماية شعبها وأراضيها». وقال مصدر مسؤول في الدفاع بحسب وكالة الأنباء الرسمية أن العقد يهدف إلى «ضمان حصول المملكة على أعلى مستوى ممكن من القدرات الدفاعية لحماية شعبها وأراضيها». وأضاف أن هذا العقد جاء «حرصاً» من الملك عبدالله بن عبدالعزيز على «توفير أفضل القدرات الدفاعية للقوات المسلحة السعودية بكل قطاعاتها». وقال مساعد وزيرة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية العسكرية اندرو شابيرو بحسب وكالة الأنباء الفرنسية أن هذه الصفقة «ستحسن قدرات الردع والدفاع لدى السعودية ضد الأخطار الخارجية». وأوضح أن العقد «ليس موجهاً إلى إيران بل ابرم من اجل تلبية الحاجات الدفاعية لشركائنا السعوديين». من جهته، قال المسؤول العسكري الكبير في وزارة الدفاع الأميركية جيمس ميلر إن طائرات «اف-15» الجديدة ستكون «الأقدر في سلاح الجو السعودي». وأوضح ان «طائرات (اف-15 اس ايه) ستزود بآخر جيل من القدرات المعلوماتية وتقنيات الرادار واللواقط تحت الحمراء وأنظمة حربية الكترونية. وتابع ان هذه الطائرات «ستكون قادرة على ضرب أهداف في الليل والنهار وفي كل الأحوال الجوية بذخائر متنوعة موجهة بدقة». وأكد ميلر أن أنظمة الاتصالات في المقاتلات الجديدة ستسمح للطيارين السعوديين والأميركيين بالعمل «بفاعلية» معاً في الجو. فيما قال مساعد المتحدث باسم الرئيس أوباما جوش ارنست إن «هذا الاتفاق يعزز العلاقات المتينة والقديمة بين الولاياتالمتحدة والسعودية ويظهر التزام الولاياتالمتحدة بتأمين قدرات دفاعية سعودية قوية». ونقلت مصادر إعلامية عن مسؤولين في الدفاع أن العقد سيمتد بين 15 و20 عاماً ويشمل مروحيات هجومية من طراز بلاك هوك واباتشي. وستسلم أولى هذه الطائرات إلى السعودية مطلع 2015 بينما سيبدأ تحديث الطائرات الموجودة حالياً في 2014. يذكر أن الصفقة كانت قد أحيلت على الكونغرس الأميركي في نهاية 2010 ولم يبد اعتراضه عليها. وأشادت شركة بوينغ المصنعة لطائرات اف 15 بهذا الإعلان. وقال المدير العام للشركة جيم ماك نيرني في بيان: بالنسبة لبوينغ، هذا الاتفاق يمثل استمراراً للتعاون القديم بين المجموعة والمملكة الممتد منذ عام 1945». وأضاف بيان بوينغ: «نقدر جهود إدارة اوباما والثقة التي أظهرتها حكومة الملك عبدالله بن عبدالعزيز من خلال انجاز هذا الاتفاق». وتابع ماك نيرني أن «بوينغ تعتبر السعودية سوقاً ذات إمكانات هائلة ولديها أولوية للاستثمار في قطاع الطيران السعودي مع العمل في الوقت عينه على تعزيز البرامج والمؤسسات التي تتولى التدريب التقني والمهني على الارض». وكان قد ارتفع سعر سهم شركة بوينغ 1,15 في المئة مسجلاً 74,10 دولار قبل ربع ساعة من إغلاق بورصة نيويورك.