أعرب مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني عن ارتياحه الى «المشاورات العربية - العربية التي يقودها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والتي يستفيد منها لبنان وتنعكس إيجاباً على ساحته الداخلية اللبنانية»، مؤكداً «أن التضامن العربي هو قوة في وجه التحديات التي تواجه الأمة العربية». وأبدى المفتي قباني تفاؤله ب «تشكيل حكومة وحدة وطنية خلال الأيام المقبلة برئاسة الرئيس المكلف سعد الحريري الذي عود اللبنانيين على حل الأمور المستعصية مهما كان نوعها من اجل لبنان لكي يستأنف الوطن مسيرته نحو المستقبل». وأهاب ب «جميع الأطراف تسهيل مهمة الحريري وعدم وضع الشروط التعجيزية والعراقيل والعقبات في طريقه، في وقت يحتاج لبنان إلى الأمن والسلام والاستقرار، خصوصاً بعد الأحداث الأخيرة التي شهدتها بيروت في محلة عائشة بكار من أعمال شغب، ذهبت ضحيتها الشهيدة زينة الميري وسقوط عدد من الجرحى في صفوف المواطنين». وأمل ب «أن يشهد لبنان انفراجاً على كل الصعد السياسية والاقتصادية والمعيشية فور تشكيل الحكومة وفقاً لما يراه الرئيس المكلف محققاً للمصلحة اللبنانية». من جهته، قدم نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان تعازيه لذوي المغدورة الميري مستنكراً من جديد المشكلات التي حصلت في عائشة بكار وطالب الدولة بالاقتصاص ممن افتعلوا المشكلات اياً تكن انتماءاتهم والابتعاد عن التدخلات والشفاعات لأن القتل لا مبرر له. وطالب قبلان بنزع السلاح من ايدي كل اللبنانيين في كل المناطق. وأكد ان المطلوب «حكومة صنع لبنان ولا داعي للهواجس وتخويف الناس، فدعم الأشقاء والأصدقاء لنا لا يضر وندعم كل عمل توحيدي ونبارك اي مسعى او مبادرة يقوم بها الملوك والرؤساء العرب تصب في مصلحة لبنان». ورأى المرجع الديني السيد محمد حسين فضل الله «ان أمور لبنان تطبخ وأوضاعه ترسم في الصالونات العربية والإقليمية والدولية حتى على مستوى الوزراء والنواب وناسه يعيشون الوحل السياسي الذي تحول الى سلعة مذهبية وطائفية». وقال في خطبة الجمعة: «نلاحظ أن لبنان لا يزال صغيراً في حركة الكثيرين داخله الذين يعيش بعضهم حالات الزهو الرخيص لحساب هذا الزعيم أو ذاك، ولا يعيشون صحوة ضمير واحدة أمام ما جَنَتْه أيديهم في الاعتداء على أمن الناس وسلمهم وأرواحهم، كما حصل في بيروت بعد الذي حصل في الضاحية، من إطلاق رصاص متخلّف تحوّل إلى رصاص قاتل». وقال: «الكل يهتف بعد كل حالة من حالات السقوط الإنساني والحضاري ممجّداً للبنان الواحد الموحَّد، الذي تحوّل إلى صنم يُعبد على مستوى الشعارات السياسية، ولكنه كرة تُرمى في الملاعب الإقليمية والدولية على مستوى الممارسات اليومية. إن لسان حال الناس التي لا تزال تعيش الوعي أمام هذا الوحل السياسي يخاطب الجميع: عودوا إلى رشدكم، حتى يؤوب الشعب إلى سلامه وأمنه الاجتماعي الذي استُبيح مراراً وتكراراً وعند كل مناسبة وموعد، فقد أعطاكم الناس أصواتهم بالجملة والمفرّق في الانتخابات وفي كل ملهاة سياسية داخلية، ولم تعطوهم أمناً ولا استقراراً سياسياً أو اقتصادياً أو اجتماعياً، ولا خطة لمواجهة تحديات العدوّ، وماذا بقي في جعبتكم أن تقدّموه في قادم الأيام بعدما أُنجزت في الخارج أو كادت ملامح التشكيلة الحكومية المقبلة، وبقي على الداخل أن يبلور تفاهم الخارج وينسج على موّاله... وأخيراً نقول: قليلاً من الحياء السياسي يرحمكم الله!»