قال أبوصالح الذي اشتهر بقلي الكبدة في منطقة جدة التاريخية على مدى أكثر من 20 عاماً، إن زوار المنطقة اعتادوا على تذوقها من بسطته التي تتميز بنكهتها، نظير خلطات البهارات التي يعدّها بنفسه ويضعها مع الكبدة، لتغطي المكان برائحة القلي التي تنال إعجاب زوار البسطات الرمضانية. وأضاف: «إن الإقبال على الكبدة يزداد بصورة لافتة في شهر رمضان، لأن الكثير من أهالي جدة يحرصون على وجودها في الأطباق الرئيسة على مائدة إفطارهم، وتقدم الكبدة للزوّار بطريقتين، إما في وعاء خاص أو محشوة مع الخبز». من جهته، قال أبوطلال أحد أصحاب البسطات: «إن الاستعداد لهذا المحفل في شهر رمضان المبارك يتم منذ وقت باكر»، لافتاً إلى أن المأكولات الشعبية لها طلب كبير من المتسوقين، إلا أن الكبدة تعد الأكثر رواجاً بين بقية المأكولات. وأوضح البائع أبوسعيد أنه يبيع في فترة عمله بوسط جدة التاريخية من 40 إلى 50 وعاء من الكبدة المقلية، إضافة إلى الكبدة المحشوة في الخبز، مشيراً إلى أن سعر الكبدة المحشوة في الخبز 7 ريالات. وعبر عدد من زوار بسطات جدة عن سعادتهم بالحضور إلى منطقة جدة التاريخية، والاستمتاع مع مختلف الجنسيات العربية والإسلامية بأجواء رمضان، مؤكدين أنهم يحضرون إلى هناك منذ وقت باكر لحجز مكانهم، نظراً إلى الكثافة التي تشهدها المنطقة من الزائرين، الذين تزداد أعدادهم قبيل الإفطار وبعد التراويح حتى ساعة الفجر الأولى. من جانبها، عكفت أمانة محافظة جدة على ترتيب «البسطات الرمضانية» المسوّقة لأنواع الأطعمة والحلويات والعصيرات الطازجة، التي اشتهر بها أهالي منطقة الحجاز، خصوصاً الكبدة بأنواعها، حتى يتمكن أصحاب البسطات من عرض إنتاجهم أمام زائر المنطقة التاريخية، وجعل بسطاتهم محط أنظار زوّار المكان، فتنتشر الفوانيس الرمضانية الملونة، والبسطات المزخرفة بأنواع القماش المخملي، مع نسمات من روائح الطهي الذكية. يُذكر أن الأماكن التاريخية وسط جدة تزدهر بالموروث الشعبي الذي يعبر عنه كل ركن من أركان منطقة جدة التاريخية، إلى جانب الوجوه الكادحة التي وقفت بزيها التراثي منذ وقت باكر في شهر الصيام، لتنادي على الزائرين بأهازيج شعبية تجذبهم لتناول أشهى أنواع الكبدة والمعجنات الحجازية، وسط إقبال من أهالي جدة وزوارها.