ضجت مواقع التواصل الاجتماعي مع بداية شهر رمضان بأفكار تطوعية خيرية، يقوم عليها عدد من المتطوعين والمتطوعات، فيما استحدث عدد من المغردين طرقاً لمشاريع خيرية تطوعية جديدة. وتتفاوت أفكار هذه المشاريع بين البسيطة والمتوسطة والكبيرة. ورصدت «الحياة» عدداً من المبادرات التطوعية الشبابية التي انطلقت تزامناً مع مطلع شهر رمضان الكريم، وتتنوع هذه المبادرات بين «حقائب دعوة للعمالة، وإفطار صائم، والسقيا في المساجد»، فيما أطلقت المجموعة الفنية «شجن»، التي تحوي عدداً من الشباب مشروعين رمضانيين بمسمى: «أفلا يتفكرون» والآخر: «قرّاء أوروبا»، ويعتبر الأخير مشروعاً عالمياً، إذ تتعدى فكرته الحدود الجغرافية للدول الإسلامية والمواقع الإلكترونية. واستهدف متطوعو مجموعة شجن في مشروع «قرّاء أوروبا» الجاليات الإسلامية في مناطق بعض الدول الأوروبية، إذ تم ترشيح عدد من الشباب الذين تمت تزكيتهم في حفظ القرآن وجودة تلاوته، إضافة إلى حسن أصواتهم لإمامة المصلين من الجالية المسلمة في صلاة التراويح عبر جداول زمنية ومكانية محددة، وذلك بالتنسيق مع إحدى الجمعيات الإسلامية. وحول فكرة المشروعين الرمضانيين للمجموعة الفنية شجن، كشف المدير العام للمجموعة والمشرف على المشروع الرمضاني عقيل العقيل عن التنسيق بين مجموعته الفنية وإحدى الجمعيات الدولية للإمامة، وقال ل«الحياة»: «أقمنا مشروع شجن في رمضان لهذا العام بمسمى: «شجن القران»، والذي يولي جل اهتمامه لخدمة كتاب الله، بداية بمشروع قرّاء أوروبا الذي يسد حاجة الجالية الإسلامية في أوروبا». وتابع: «تحاول المجموعة بعدد 20 متطوعاً سد الثغرة الحادة والحاجة الماسة لأئمة صلاة التراويح في العالم، وذلك بالتنسيق مع إحدى الجمعيات الدولية للصلاة في مناطق عدة من أوروبا، تحت برنامج تطوعي بمسمى قرّاء أوروبا، كما أطلقت المجموعة، مشروع أفلا يتفكرون، الذي يعنى بالإعجاز العلمي في القرآن، ويدعو للتفكر والتدبر في معاني الآيات». بدوره، أوضح المدير التنفيذي للمجموعة سلطان الوقداني في حديث إلى «الحياة» أنه في العام الماضي أطلق المشروع لتسخير العقول والطاقات الشبابية لما يخدم المجتمع، وتم في هذا المشروع إرسال مجموعة من الأصوات الجميلة إلى أنحاء أوروبا لإمامة الجاليات المسلمة هناك في صلاة التراويح». رئيس لجنة الشؤون الاجتماعية والأسرة والشباب في مجلس الشورى السعودي عبدالعزيز الهدلق أبدى إعجابه بمثل تلك المبادرات، مؤكداً حاجة المجتمع إليها، واعتبر «المبادرات الشبابية ظاهرة موجودة وناجحة أيضاً، ونجدها دائماً حولنا في الشوارع والمساجد والجمعيات ومواقع التواصل الاجتماعي». وأضاف: «الشباب السعودي يجتهد في القيام بأي أعمال تطوعية تسند له، وبذلك أثبتوا أنفسهم وأثبتوا حاجة المجتمع إلى هذه المبادرات». وأشار الهدلق إلى دور الجمعيات التطوعية الخيرية التي تتبنى الكثير من هؤلاء الشباب، مشدداً على وجوب احتضان الشباب ومبادراتهم تحت المظلات الرسمية حتى تتم مساعدتهم ومن ثم مساعدة المجتمع.