«م . ع» فتاة جامعية هربت من منزل أهلها في المنطقة الجنوبية، لأنها لم تعد تحتمل العيش مع أسرتها التي وصفتها بالمتعسفة. رغبت هذه الفتاة في استثمار جزء من مكافأتها الجامعية في «سوق الأسهم».. رفض والدها بشدة، دون مبررات واضحة، ونهرها، وأمر أخاها الذي يكبرها بضربها، ما دفعها للفرار من المنزل والسفر الى الرياض، حيث باتت في المطار تلك الليلة، قبل أن تتصل بجمعية حقوق الانسان، التي وجهتها لدار الإيواء بالشؤون الاجتماعية، التي قررت بدورها إعادتها الى ذويها، وهو ما دفعها إلى التفكير بالانتحار، فهي ترفض أن يستلمها أخوها الذي كان يضربها دائماً... لكنها عادت. «الحياة» رصدت قصصاً عدة عن حالات العنف منها تعرض طفل إلى حروق من زوجة أبيه، وتعرض فتاة إلى عنف وضرب مبرح من والدها لإجبارها على الزواج من مسن، إضافة لتعرض الزوجة إلى كسر في يدها جراء ضربها من زوجها الذي اعتدى أيضاً على شقيقها المعوق، كما شكت زوجة من عدم ضم زوجها لأبنائه في دفتر العائلة، وعدم استخراج وثائق لهم، ما حرمهم من التعليم. القصص لا تنتهي، منطقة نجران شهدت في الآونة الأخيرة حالة عنف أسري كان ضحيتها طفل لم يتجاوز عمره خمسة أعوام، إثر تعنيف زوجة والده له، بعد طلاق والدته من والده، فيما تمثل حالة الطفل حلقة جديدة في مسلسل العنف الأسري الذي يذهب ضحيته الأطفال والنساء على وجه الخصوص. حلقات قديمة وحلقات جديدة، وأخرى ستأتي، مواطن سعودي قتل ابنته «حنين» البالغة من العمر ثلاثة أعوام، وتسبب في دخول ابنته الأخرى نوال (6 أعوام) المستشفى بعد أن تعرضت لإصابات حرجة جراء الضرب المبرح والكي بالنار. وبحسب رواية الطفلة الكبرى، فإن والدها ضرب «حنين» ثم رمى بها لترتطم بالجدار، ما أدى إلى وفاتها قبل يومين، وكانت الطفلة «نوال» في حالة صحية ونفسية سيئة، وظهرت آثار التعذيب والضرب الوحشي على معظم أجزاء جسدها. الأب (ع. ك) يعمل في أحد القطاعات العسكرية، فصل قبل أكثر من سنتين، وتزوج من أخرى بعد أن طلق زوجته أم الطفلتين (حنين ونوال) وتعيش مع أهلها في منزل آخر، بينما الطفلتان الضحيتان كانتا تقيمان مع والدهما وزوجته الجديدة. ولا يمكن أن تفقد الذاكرة قصة الطفلة «بلقيس» ابنة السبع سنوات التي عذبتها زوجة أبيها، التي كانت تحرمها من الطعام، وتكتفي بإطعامها العظام، ولم تكتف بتعذيبها وترويعها وتجويعها، بل ضربتها بقطعة خشبية على رأسها أفقدتها الوعي، ودخلت الطفلة في غيبوية طويلة، وقال الأطباء إن دماغ الطفلة مات، قبل أن يتم نقل الضحية بعد غيبوبة دامت عاماً كاملاً إلى مدينة سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية حيث استجابت الطفلة بلقيس للعلاج، واستعادت وزنها. «الإعلام» كشف «المسكوت عنه»... والحرب على «العنف الأسري» مجهولة النهاية