أمضى سكان العاصمة الليبية طرابلس، وخصوصا الجزء الغربي منها، ليل السبت - الأحد في حال من الذعر والتوتر، نتيجة تراشق بالمدفعية الثقيلة بين «قوة العمليات الخاصة لحماية طرابلس» و «القوة المتحركة» التي سحبت الصلاحية الأمنية منها أخيراً. واستمر التراشق خصوصاً في منطقتي السياحية والسراج حتى فجر الأحد، وأصابت قذائفه العشوائية منازل وممتلكات، وأسفر عن قتلى وجرحى في صفوف المدنيين، لم تتوافر معلومات عن عددهم. واندلعت الاشتباكات بمختلف أنواع الأسلحة بين الطرفين المتنافسين على النفوذ. وانتشرت في شوارع طرابلس عناصر من «قوة العمليات الخاصة» المشكلة حديثاً من جانب وزارة الداخلية وتضم عسكريين وأفراد مجموعات مسلحة تم استيعابها في وزارة الداخلية للمحافظة على امن العاصمة والحد من انتشار السلاح والمركبات الآلية التي لا تحمل لوحات والمعتمة الزجاج. وأثناء تمركز «القوة الخاصة» عند مدخل مدينة جنزور غربي طرابلس، أوقفت عناصرها سيارة ذات زجاج داكن ولا تحمل لوحات، ولدى سؤال سائقها عن أوراقه الثبوتية، أجاب أنه يتبع «القوة المتحركة» ولا يحمل بطاقة تعريف. وعمدت عناصر القوة إلى تفتيش السيارة فعثرت على أسلحة، و احتجزتها لحين إبراز أوراقها. لكن السائق الذي غادر لإحضار الوثائق عاد برفقة فرقة مسلحة فاشتبكت مع عناصر «القوة الخاصة» التي لا تزال تضع يدها على إحدى الثكنات العسكرية وتحتفظ فيها بالأسلحة والذخائر. وأخذ الاشتباك بين الطرفين طابعاً مناطقياً بين الزنتان (غرب) و «ثوار طرابلس» الذين ساندوا «كتيبة فرسان جنزور» و «القوة المتحركة» التابعة ل «غرفة عمليات ثوار ليبيا» المحسوبة على الإسلاميين. وقال ل «الحياة» المحلل السياسي علي محمد، إن الواقع المأسوي الذي آلت إليه الأمور في ليبيا، سببه «استبدال بندقية ببندقية، أي إسقاط بندقية (معمر) القذافي واستبدالها ببندقية الثائرين عليه. وفي الحالين ترتبط البندقية بالعدائية». وربط كثير من سكان طرابلس بين الاشتباكات ومسلحي الزنتان، نظراً لاستدعاء «لواء القعقاع» منتسبيه، عبر التلفزيون، للالتحاق بمعسكرهم على جناح السرعة، بعد إصدار قوات «درع الوسطى» (الآتي من مصراتة) بياناً يشير إلى منع أي تشكيل من خارج طرابلس من التمركز في أي مكان في طرابلس، وإنذاره كل الفصائل المسلحة بوجوب مغادرة العاصمة. وأفادت تقارير بأن قوات موالية ل «الدرع» سيطرت على منطقة السياحية بالكامل. على صعيد آخر، تسلمت السلطات الليبية موانئ تصدير النفط من محتليها بقيادة إبراهيم الجضران رئيس ما يسمى ب «المجلس التنفيذي لإقليم برقة» بعدما لبّت الحكومة المطالب والشروط التي وضعها وفي مقدمها صرف مرتبات العناصر المنتدبة للعمل في الموانئ النفطية والتي أوقفت في الفترة التي أقفلت فيها الموانئ. وأوضح ل «الحياة» أحمد الأمين الناطق باسم الحكومة، أن «فتح الموانئ النفطية تم وفق الاتفاق المبرم مع من كانوا يستولون على منابع النفط وموانئ تصديره، وبعد تفقد لجنة مالية مكلفة بهذا الملف الموانئ النفطية وتقصيها أوضاع العاملين وأرقامهم الوظيفية»، ما أتاح تلبية الاتفاق المالي معهم. خطف مهندسين أوروبيين إلى ذلك خطف ثلاثة مهندسين أوروبيين يعملون لمصلحة شركة بناء إيطالية تنفذ مشروعاً في مدينة زوارة الساحلية غرب طرابلس. والمخطوفون الذين فقدوا السبت هم: الإيطالي ماركو فاليسا والمقدوني إميليو غافوري والبوسني بيتار ماتيتش.