بين البكاء على لبن «الإصابات» المسكوب على قارعة «المونديال»، وألم الخسائر الموجعة في ربع نهائي كأس العالم، تبقى أفراح السعادة التي أبدتها جماهير كولومبيا وكوستاريكا وبلجيكا العلامة الفارقة، فعلى رغم مغادرتهم البرازيل خالي الوفاض فإنهم رحلوا والفرح يعلو محياهم، ولم يشذ عن قاعدتهم سوى «الديوك» الذي واجه موجة «صياح» وانتقادات ساخنة من الشارع الفرنسي. المونديال المقام في البرازيل، والذي شهد ثورة «لاتينية» لاستعادة أمجاد «سحر كرة القدم»، لم ينجح في استجلاب الملامح القديمة التي خطفت «الألباب»، لكن رئيس فنزويلا نيكولاس مادورو، بدا مبتهجاً بأداء «قارته» واستضافتها الحدث الكروي الكبير إلى حد أنه وصفه ب «الأفضل في التاريخ»، قائلاً في حديث متلفز: «أهنئ أميركا الجنوبية بالفوز الكبير في مونديال البرازيل 2014، أفضل كأس عالم في تاريخ البشرية». ولم يتوان الرئيس الفنزويلي عن التلميح إلى أن الثورة الكروية لجارته كولومبيا ستقودها إلى تحقيق المونديال يوماً ما، وذلك حينما شبهها بالرئيس السابق هوغو شافير، قائلاً: «فشل في محاولة الانقلاب التي قادها قبل 22 عاماً، لكنه نجح في الوصول إلى الحكم من خلال صناديق الاقتراع». وأبدى الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس، الذي تابع مباراة منتخب بلاده ضد البرازيل من المدرجات، مرتدياً قميصاً «أصفر»، مشاعر الفخر تجاه ما قدمه اللاعبون، وقال: «أشكر اللاعبين الذين قدّموا كل شيء في الملعب بشرف واحترام ولعب نظيف، يا له من فخر! إننا فخورون بمنتخبنا الكولومبي الوطني». وسيكون الصراع «اللاتيني- الأوروبي» جلياً في نصف النهائي الذي بلغه منتخبان من كل قارة (البرازيل والأرجنتين وألمانيا وهولندا)، لكن النجم الأرجنتيني دييغو مارادونا لمح إلى أن الصراع بين القارتين سيتواصل في النهائي، إذ أكد قدرة راقصي «التانغو» على تجاوز هولندا، في حين أبدى تحفظه عن توقع نتيجة مباراة البرازيل وألمانيا، قائلاً: «لا يوجد مرشح للفوز، فهما متقاربان للغاية».