دفعت الأزمة السياسية المتفاقمة في العراق البعض إلى المطالبة بحل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة، على رغم مرور سنة على تشكيل الحكومة، فيما تجرى محادثات بين ائتلاف «العراقية» بزعامة اياد علاوي والأكراد «لاحتواء توجهات رئيس الحكومة نوري المالكي لتشكيل حكومة غالبية سياسية». ودعت كتلة «الأحرار» التابعة للتيار الصدري أمس إلى حل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة «للوقوف في وجه الأجندات الخارجية التي تنفذها بعض الكتل المشاركة في العملية السياسية». وقال زعيم كتلة «الأحرار» النائب بهاء الأعرجي في بيان أمس إن «العراق أمام مرحلة جديدة يتخللها الكثير من المشاكل التي تقف في وجه استكمال السيادة»، ودعا إلى «حل مجلس النواب وإجراء انتخابات مبكرة». وعزا الأعرجي أسباب هذه الدعوة إلى «الإرباك الذي تعيشه العملية السياسية في العراق»، ولفت إلى أن «كتلة الأحرار البرلمانية ستطرح الموضوع داخل التحالف الوطني كونها جزءاً منه». وأكد أن «الشركاء في العملية السياسية لا يستطيعون التوصل إلى حلول للمشاكل التي تواجه العراق، خصوصاً التهديد المستمر بتقسيمه»، لافتاً إلى أن «الانتخابات المبكرة ستقف في وجه هذه المشاريع والأجندات الخارجية التي تنفذها بعض الكتل السياسية المشاركة في العملية السياسية». وزاد أن «الآليات الدستورية لحل مجلس النواب تكون عن طريق تقديم طلب من رئيس الوزراء إلى رئيس الجمهورية الذي عليه إرسال الطلب إلى مجلس النواب لحل نفسه، خلال فترة زمنية لا تتجاوز الستة أشهر». وأوضح أن «الستة أشهر تقسم إلى قسمين، الثلاثة الأولى تخصص لتشريع قوانين مهمة مثل تعديل قانون الانتخابات لإعطاء الحرية الكافية للناخب، والثلاثة الثانية تخصص لانتخاب أعضاء جدد لمفوضية الانتخابات». واعتبرت كتلة «العراقية» الدعوة إلى إجراء انتخابات مبكرة «حلاً مقبولاً، إذا استمرت الأزمة السياسية في البلاد في ظل التقاطعات بين القادة وصعوبة جمعهم إلى طاولة الحوار». وقال عضو «العراقية» أركان أرشد في تصريح إلى «الحياة» إن «العراقية سبق وطالبت قبل شهور بإجراء انتخابات مبكرة بعد تعطيل تنفيذ اتفاقات أربيل التي أفضت إلى تشكيل الحكومة»، وأشار إلى أن «التحالف الوطني يرفض تنفيذ الاتفاقات ونحن نصر على تطبيقها كجزء من حكومة الشراكة التي تم الاتفاق على تشكيلها بعد الانتخابات». وأوضح أن «الأزمة السياسية بلغت مراحل خطيرة وهي مرشحة للتصاعد وانعكاسها، وبالتالي فإن إجراء انتخابات بالتوافق وبعد استنفاد جميع الخيارات المتاحة يمثل حلاً مقبولاً للجميع». وشددت كتلة «التحالف الكردستاني» على صعوبة تحقيق الانتخابات المبكرة عملياً، وقال الناطق باسم الكتلة فرهاد الاتروشي في تصريح إلى «الحياة» أمس إن «الدعوة لإجراء انتخابات في الوقت الراهن تزيد الوضع تعقيداً». وأضاف إن «إجراء الانتخابات يحتاج إلى توافقات صعبة التحقق الآن بالإضافة إلى أن ذلك يزيد الاصطفافات الطائفية، ما يفرز خريطة سياسية لا تختلف عن الخريطة الحالية». وقال إن «توجهات كتلة دولة القانون لتشكيل حكومة غالبية غير صحية في المرحلة الراهنة».