مضت 16 شهراً على وجود المهاجم الإسباني المخضرم راوول غونزاليس في صفوف شالكه الألماني، ولا يزال يثبت أسبوعاً بعد آخر أنه لم يفقد شيئاً من قدراته، على رغم بلوغه ال 34 من العمر، إذ سجل «هاتريك» (ال11 في مسيرته) في مرمى فيردر بريمن ضمن المرحلة ال17 من دوري كرة القدم (المباراة ال919 في مسيرته سجل خلالها 399 هدفاً)، ما فتح الحديث مجدداً عن إمكان استدعائه إلى المنتخب الإسباني، خصوصاً إذا تأكدت عدم قدرة دافيد فيا على الإلتحاق ببطل العالم خلال كأس أوروبا 2012 بسبب كسر في قصبة الساق. من هنا، سارعت صحيفة «ماركا» الى إجراء استطلاع للرأي على موقعها الإلكتروني في شأن عودة «الماتادور» من عدمها إلى صفوف «لا فوريا روخا»، أظهر أن 66.4 في المئة من المشاركين يؤيدون عودة راوول إلى المنتخب. وكان استطلاع آخر للرأي كشف أن جمهور الكرة الإسبانية يميل لأن يشغل مهاجم فالنسيا روبرتو سولدادو مركز رأس الحربة في المنتخب، إذا لم يشفَ فيا في من إصابته قبل البطولة القارية. وقد طالبت «ماركا» المدرب فيسنتي دل بوسكي بإعادة النظر في إمكان ضم راوول مجدداً، وذلك بعد أن بات رصيده 10 أهداف في الدوري الألماني، فضلاً عن تسجيله هدفين في كأس ألمانيا، وآخر في مسابقة «يوروبا ليغ» ورفع رصيده في المسابقات الأوروبية إلى 73 هدفاً (منها 71 هدفاً في دوري الأبطال وهو رقم قياسي). وإذا قرر دل بوسكي تعويض فيا فإن راوول سيحظى بمنافسة من مهاجم فالنسيا روبرتو سولدادو، الذي يُعد أفضل الهدافين الإسبان (14 هدفاً) هذا الموسم، وأشار كثر إلى أنه أفضل حتى من فيا، وفرناندو توريس. عموماً، ما حققه راوول منذ انتقاله إلى الأرض الألمانية، يؤكد أنه كان محقاً في قرار متابعة مسيرته بعيداً من ريال مدريد الذي «لفظه» متغاضياً عن 16 سنة أمضاها في خدمته. راوول نشيط جداً هذه الأيام في شالكه، الفريق الذي نافس أوروبياً (بلغ نصف نهائي دوري الأبطال) واكتفى بالموقع ال14 في ال «بوندسليغه» خلال الموسم الماضي، على خلاف الموسم الحالي، إذ يحتل المركز الثالث ب34 نقطة بفارق الأهداف عن حامل اللقب بوروسيا دورتموند، وعلى بُعد 3 نقاط عن بايرن ميونيخ المتصدّر. واللافت أن تألق راوول يتجدد بعد فترة ضبابية عاشها مطلع الموسم في صفوف شالكه، خصوصاً أنه لم يكن في حسابات المدرب رالف رانييك، وتلقى عرضاً من بلاكبيرن روفرز الإنكليزي. وتبدّلت الأوضاع مع استقالة رانييك وحلول الهولندي يوب ستيفنز مكانه. إذ عهد إلى «الماتادور» بشارة القائد علماً أنه لا يتقن اللغة الألمانية. ويؤخذ عليه تفضيله تمضية أوقات فراغه ضمن محيط إسباني وتحديداً مع مواطنيه اللاعبين سرخيو أسكوديرو ومانويل خوارادو، ما أثار حفيظة بعضهم. لكن راوول يبقى صاحب الشعبية الكبيرة، وقميصه الرقم 7 الأكثر مبيعاً بين المقتنيات الخاصة بشالكه. ويُبدي أنصاره تفهماً لأوضاعه وعدم إتقانه الألمانية ويحترمون خياراته. ويقدرون تواضعه وحرصه على متابعة الجيل الجديد من اللاعبين ونصحهم، كما يفيد لاعب الوسط جوليان درلسلر (18 سنة). ويعيش راوول مع عائلته في حي راق في دوسلدورف، ويصطحب أولاده الخمسة يومياً إلى المدرسة، كما يرتاد وإياهم ملعباً للهوكي على الجليد لمتابعة مباريات في اللعبة. وينتهي عقد راوول (102 مباراة دولية – 44 هدفاً) مع شالكه في حزيران (يونيو) المقبل. ويُنتظر أن يبحث مع إدارة النادي الألماني مستقبل تعاقده في الأيام المقبلة، علماً أن العائق الأساسي سيكون راتبه البالغ حالياً 7 ملايين يورو في السنة. وتلقى راوول عروضاً من قطر والولايات المتحدة، لكن إدارة شالكه ستنطلق في مفاوضاتها من عامل حساس هو تأقلم عائلته في ألمانيا وتفضيلها ربما على بلدان أخرى. وهذا ما يعوّل عليه المدير الرياضي هورست هلدت، ويأمل بأن يتوّج المحادثات ب «دخان أبيض»، لا سيما أن راوول «عنصر مثمر في شالكه وملهم للشباب».