أعلنت شركة «قطر للبترول» أمس عن عقود لتمويل «مشروع برزان للغاز» البالغة كلفته نحو 10.4 بليون دولار. وأكدت ان المشروع يعتبر «واحداً من أهم مشاريع رؤية قطر 2030 في مجال الطاقة»، ويهدف إلى تلبية الطلب المحلي المتزايد على الطاقة النظيفة من الغاز الطبيعي. وستتولى «راس غاز» إدارة المشروع وتشغيله وتطويره نيابة عن مالكي المشروع «قطر للبترول» التي تبلغ حصتها 93 في المئة و «إكسون موبل» التي تملك سبعة في المئة. وأفادت « قطر للبترول» في بيان بأن المشروع وبعد اكتمال منشآته سيتكون من محطتين لمعالجة الغاز، الأولى برية والثانية بحرية مع خط إنتاج أولي للغاز، وأوضحت ان إنشاء خط الإنتاج الأول داخل المصنع سيكتمل في عام 2014 على ان يستكمل الخط الثاني في عام 2015، لافتة الى ان المشروع صمم ليستوعب ستة خطوط إنتاج. وسينتج «مشروع برزان للغاز» نحو 1.4 بليون قدم مكعبة من الغاز الجاهز للبيع يومياً ويكون الجزء الاكبر منها للإستهلاك المحلي ويستخدم جزء آخر في مشاريع طاقة وصناعة. ووفق البيان سيمول 30 في المئة من كلفة المشروع من طريق الأموال الذاتية للمساهمين و70 في المئة اي ما يعادل 7.2 بليون دولار عبر قروض من المصارف ووكالات التصدير الأجنبية، اضافة إلى تمويل من «إكسون موبيل». ورأى وزير الطاقة والصناعة رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب ل «قطر للبترول» محمد بن صالح السادة ان عملية تمويل «مشروع برزان للغاز» «تعتبر سابقة». التمويل وقال: «المشروع حقق إنجازاً تمويلياً لا مثيل له واستطاع جذب عروض تمويلية بلغت ثمانية بلايين دولار من مصارف عالمية... ما يعكس بوضوح قوة الاقتصاد القطري في الأسواق المالية العالمية في ظل قيادة أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني». وشدد على أن «هذا المشروع حيوي جداً لقطر، وإن إتمام عملية التمويل خطوة مهمة جداً في هذا الإتجاه». وعبر مدير الشؤون المالية في «قطر للبترول» عبدالرحمن أحمد الشيبي عن ارتياحه وسعادته بتأمين المصارف والمؤسسات المالية، المبالغ المطلوبة للمشروع في ظل الاضطرابات المالية التي يعيشها العالم، وتجعل الحصول على تمويل بهذا الحجم صعباً إلى حد كبير، مشيراً الى أن المصارف الإسلامية في قطر ساهمت بأكبر نسبة في تاريخ «قطر للبترول» في ما يخص الجزء الإسلامي من التمويل. ولفتت «قطر للبترول» الى أن تمويل «مشروع برزان للغاز» يعتبر من أكبر عقود التمويل التي أقفلت هذه السنة، ويمثل إحدى أكبر عمليات التمويل على الإطلاق في مجال النفط والغاز، اذ موّلت المصارف التجارية 3.34 بليون دولار، كما موّلت المصارف الإسلامية 850 مليوناً، ووكالات التصدير 2.55 بليون دولار وقدمت اليابان 1.2 بليون دولار عبر «البنك الياباني للتعاون الدولي» ومصارف يابانية بضمانة «نيبون» للتصدير وتأمين الإستثمار». وساهمت كوريا ببليون دولار، وشاركت «وكالة الإئتمان والتصدير الإيطالية» بمبلغ 355 مليون دولار. وأشار مدير إدارة تمويل المشاريع في «قطر للبترول» عضو اللجنة التنفيذية، رئيس لجنة التمويل مشعل محمد آل محمود، الى أن فريق التمويل بذل جهوداً هائلة لإتمام العملية، «وواجهوا الكثير من التحديات والعقبات لأكثر من سنة حتى تحقق هذا النجاح».