أعربت الخرطوم، أمس، عن قلقها إزاء زيارة رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت لإسرائيل، ورأت أن لها آثاراً على مصالح السودان وأمنه القومي، واعتبرت إسرائيل جزءاً أساسياً من الحملة الدولية ضدها في شأن قضية دارفور. وقال الناطق باسم الخارجية السودانية السفير العبيد أحمد مروح في تصريحات أمس إن زيارة سلفاكير لإسرائيل محل اهتمام حكومته لجهة تأثيراتها المختلفة على مصالح السودان وأمنه القومي. واتهم مروح إسرائيل بأن لها علاقات وثيقة مع حركات التمرد في دارفور وبأنها جزء من الحملة المتعلقة بقضية الإقليم، موضحاً أن الدولة العبرية ومجموعات الضغط الإسرائيلية ومجموعة «المحرقة» يمثّلون جزءاً أساسياً من الحملة الدولية المتعلقة بقضية دارفور وحركات دارفور التي شكلت تحالف «جبهة القوى الثورية» التي تضمهم مع جهات معارضة أخرى. وكشف المسؤول أن وزارة الخارجية «تعكف على دراسة الآثار المترتبة على زيارة سلفاكير لإسرائيل، قبل أن تقرر (موقفها) بعد ذلك عبر دراسات وبحوث». وكان سلفاكير زار تل أبيب وأجرى محادثات مع الرئيس شمعون بيريز ورئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، وتلقى وعوداً بإرسال بعثات إلى دولته لتحديد احتياجاتها ودعمها. ويتوقع أن يزور نتانياهو جنوب السودان خلال جولته الأفريقية في شباط (فبراير) المقبل في حال سمحت الأوضاع الأمنية في الجنوب بذلك. وأعلن المروح أن حكومة الجنوب استدعت القائم بالأعمال السوداني في جوبا السفير عوض الكريم الريح للاحتجاج على ما اعتبرته اعتداء على مواطنيها وأصول ممتلكات لها في الخرطوم وطالبت بتوضيحات عن ذلك. وأوضح أن جوبا شكت مما وصفته ب «مضايقات» يتعرض لها مواطنون جنوبيون في الخرطوم، ولفت إلى أن الريح وعد جوبا بنقل الشكوى إلى الخرطوم والاستفسار عن مدى صحة الاتهامات. إلى ذلك، اتهم متمردون على حكومة جنوب السودان قوة خاصة أميركية وإسرائيلية بالضلوع في قتل قائد التمرد في دولة الجنوب الجنرال جورج أثور في منطقة «موربو» مع اثنين من كبار قادته الميدانيين وخمسة من طاقم حراسه قبل يومين. وتوعد المتمردون حكومة الجنوب و «حلفاءها» في عملية الاغتيال - بحسب زعمهم أميركا وإسرائيل - برد عنيف خلال يومين، لكنهم لم يفصحوا عنه، وأكدوا أن أثور «مناضل ولن يتم السكوت على حادثة الاغتيال». واتهم القيادي المتمرد اللواء شول شخصية معارضة باستدراج أثور إلى منطقة موربو قرب الحدود مع أوغندا والكونغو، مشيراً إلى أن أثور ذهب إلى المنطقة حيث تمت تصفيته. لكن الناطق باسم جيش دولة جنوب السودان فيليب أغوير قال إن استخبارات الجيش الجنوبي هي من تابع تحركات أثور من الخرطوم إلى أديس أبابا ثم روندا والكونغو التي حاول منها الدخول إلى الولاية الاستوائية الوسطى في الجنوب، نافياً أن تكون عملية اغتياله أنجزت بمعاونة جهات خارجية.