من منا لم يعرف البخور ويستمتع بعطره الفواح... ذاك العود الذي يشبه الذهب... نعم فالنضار لا يعرف توهجه إلا بتعريضه للنار. وكذا عود البخور الذي يزيده الإحراق طيباً. إلاً أنه آخذ في الاندثار، كما تنقل دراسة بريطانية. تطلق كلمة العود على مواد عطرية معينة توضع على الجمر لتحترق مطلقة موادها العطرية فينبعث دخانها العطري الأخّاذ. تستعمل في ذلك مباخر أو مجامر خاصة ذات أشكال وألوان متعددة، وبعضه غالي الثمن للحرفية العالية التي اعتمدت في تصنيعه شجرة العود: تعتبر شجرة العود شجرة دائمة الخضرة، معمرة، يصل ارتفاعها إلى عشرين متراً، ما عدا نوع " Aquilaria Khasiana "، فهي شجيرة لا يتجاوز ارتفاعها ثمانية أمتار. أما ساق شجرة العود فأسطواني أملس تتميز أوراق هذه الشجرة بأنها متبادلة معنقة ونصلُ الورقة بيضاوي مستطيل، ويتراوح طولها ما بين 9 - 5) سم( ، وعرضها 4.5 – 2.5) سم أما الثمرة فهي خضراء مصفرة، يصل طولها إلى 5.2 سم، فيها بذرتان فقط، ويمتدّ موسم الإثمار ما بين (تموز/ يوليو أيلول/ سبتمبر). أين تنتشر شجرة العود؟ تنمو أشجار العود في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية من قارة آسيا، وخصوصاً في الأرض الجبلية غير العالية والسفوح ذات التربة الرملية، بدءاً بمنطقة آسام الهندية ما هي مادة العود وكيف تتكون: العود عبارة عن مادة ذات لون داكن، تنتج عن عملية تحول الخشب الأبيض الرقيق إلى خشب داكن يحتوي العود على دهن وزيوت فواحة تنتج بعد أن تصاب أشجاره بأنواع من الفطريات التي تصيبها من الداخل فتنتشر فيها ليحول عودها إلى مادة مختلفة عن الخشب الموجود في الأشجار السليمة كيف تصاب هذه الأشجار بالفطريات؟ تصاب شجرة العود بالفطريات بطريقتين: جرح ساق النبات جرحاً عميقاً: وقد يحدث ذلك طبيعيا ًعن طريق بعض الحشرات التي تشكل فيه أنفاقاً أو بطريقة ميكانيكية عبر إحداث جرح بآلة حادة. ثم تقوم الحشرات ببناء الأنفاق والممرات، عن طريق تدمير بعض خلايا ساق النبات، وخصوصاً الأنسجة المحتوية على المادة الغذائية (الكربوهيدرات)، فتسيل المادة الغذائية على جدار الأنفاق، مما يهيئ بيئة مناسبة لنمو أنواع من الفطريات وانتشارها فيتحول جزء من السليلوز المحيط بالخلايا إلى دهن عود أولي إذاً فالأجزاء المصابة من الشجرة تسمى "عوداً"، وتختلف جودتها حسب كمية الدهون الموجودة فيها. كيفية الحصول على خشب العود: يمكن الحصول على أجود أنواع خشب العود، من الأشجار المعمرة على أن تكون الإصابة قد تطورت فيها منذ أكثر من 60 عاماً. يتم قطع أشجارالعود في موسم الشتاء وانتزاعها من جذورها، بواسطة خبراء متمرسين، ثم تفصل الأجزاء المصابة عن غير المصابة تخضع الأجزاء المصابة إلى عملية تنظيف عبر استخدام أيدي عاملة محترفة، وكثير من معدات النحت. بعد التنظيف تبدأ مرحلة التلميع بواسطة الأقمشة للحصول على قطع عود نظيفة ولامعة. ثم تحفظ النفايات لتستخدم في صنع دهن العود. دهن العود وكيفية الحصول عليه دهن العود: هو زيت ذو رائحة طيبة، يتم الحصول عليه من شجر العود المصاب بعد عملية التقطير، وهي عملية مكلفة جداً لذلك سيكون سعر الدهن خيالياً، يقطع الخشب إلى قطع صغيرة جداً، ويُدق بمطرقة كبيرة، ليتحول إلى فتات مدقوق، تنقع هذه القطع الصغيرة في الماء، لمدة تتراوح من 5 إلى 30 يوماً، وخلال هذه الفترة تحدث عملية التخمر، التي تساعد على تحويل جزءٍ كبير من الشمع الموجود في خشب العود إلى دهن العود.يوضع العود المنقوع في قدور تقطير تسعر عليها النار، لفترة ما بين 7 إلى 60 يوماً، حسب نوع العود. يُجمع الدهن المتجمع على سطح الماء في وعاء عند طرف أنبوبة التكثيف. يوضع الدهن المتجمع في إناء مفتوح لفترة أدناها شهر، مع تعريضه للشمس ليتبخر ما به من ماء. البخور: بعد انتهاء عملية التقطير يجفف العود المدقوق. وتضاف بإضافة قليل من السكر المذاب، وتوضع في قوالب خاصة إما دائرية، فينتج عنها "المعمول" بإضافة بعض العطور إليه أو باستخدام قوالب مستطيلة مع إضافة بعض الروائح العطرية والأصباغ لإنتاج عيدان البخور.