نفى سفير دولة الكويت لدى العراق علي المؤمن العثور على رفات أي كويتي في مقبرة جماعية اكتشفت اخيرا قرب مدينة النجف، مشيرا الى ان البحث ما زال جاريا، وأكد تلقيه ثلاثة تهديدات بالاغتيال من مجهولين، أحدها بالإنكليزية. ولم يعلق المؤمن خلال لقاء مع «الحياة» على التطورات الجديدة في الحوار العراقي - الكويتي لحسم الملفات العالقة، ومنها الديون والتعويضات والمفقودون. لكنه اشار الى «تعاون كبير تبديه الحكومة العراقية»، مؤكدا «وجود رغبة حقيقية لدى المسؤولين العراقيين لطي صفحة الماضي وترميم العلاقات بين البلدين. وقال ان «البلدين عاشا مرحلة تاريخية مؤلمة، غير ان الامر كان اكثر إيلاما على الشعب الكويتي بسبب التجاوزات السافرة التي انتهجها نظام (الرئيس الراحل) صدام (حسين) بغزوه الكويت». وزاد: «لحظة وصولي للمرة الأولى إلى مطار بغداد شعرت بنوع من الرضا عن النفس نابع من رغبتي الخاصة بأن أؤدي مهماتي الرسمية لخدمة بلدي اولا والحفاظ على مصالح العراق ثانيا». واضاف ان «تعييني سفيراً لدى العراق ليس أمرا سهلا، مقارنة بالظروف التي يمر بها، وكان لا بد من اتخاذ احتياطات امنية للهيئة الديبلوماسية وتوفير الاجواء المناسبة لأداء مهماتها على اكمل وجه بالتعاون والتنسيق مع الجهات العراقية». وعلق المؤمن على استمرار التوتر في العلاقات بين البلدين بالقول ان «الجرح الذي خلفه غزو صدام للكويت لا يندمل الا ببلسم معين»، في اشارة الى طرح كويتي لتسوية نهائية للقضايا العالقة بين الجانبين، لم يكشف عنها، لكنه قال ان «الجانبين يبذلان جهودا كبيرة لتجاوز آثار الماضي». وتابع: «سنتسلم مبنى سفارتنا في بغداد قريبا بعد انهاء المشاكل التي منعت تسلمنا المبنى القديم». واشار الى ان « الحكومة العراقية تتعامل معنا بحرص ينم عن رغبتها الحقيقية في التعاون ومد جسور المحبة وطي صفحة الماضي الامر الذي يشعرنا بالسعادة». وعن المحادثات الاخيرة بين العراق والكويت حول ملف الديون قال ان «المعلومات المتوفرة محدودة وسيتم إعلانها في الوقت المناسب». وزاد ان «الجانبين يبذلان جهودا كبيرة للقضاء على الارهاب وخلاياه لكن لا علم لي بدقائق الامور والمعلومات المتوفرة تؤكد وجود تنسيق لمنع الارهابيين من ممارسة جرائمهم». واشار الى ان «المجموعات الارهابية لا يمكنها العبور الى العراق عبر الاراضي الكويتية كون الحدود المشتركة محكمة جيدا ولا يمكن تجاوزها او استغفال حراسها». وعن رفات القتلى والمفقودين الكويتيين داخل الاراضي العراقية قال «لم يحصل أي تطور جديد في هذا الموضوع». واضاف ان «البحث ما زال جاريا وما تمت الاشارة اليه حول اكتشاف مقبرة جماعية تضم رفات للكويتيين في النجف كان غير صحيح اذ لم نعثر على اثر لرفات كويتي واحد هناك». وابدى تفاؤله بانسحاب القوات الاميركية من المدن العراقية معوّلاً على امكانات العراقيين في حماية بلدهم. وقال: «إن الانسحاب خطوة في الاتجاه الصحيح». وعن التهديدات التي وصلته قال: «التهديد أمر متوقع لا يثنينا عن عملنا، لكن هذا لا يعني الاستخفاف بتلك التهديدات». واشار الى ان «اكثر من 3 رسائل تهديد وصلتني احداها كانت بالإنكليزية». وزاد: «هذه الرسائل صدرت من جهات تتخذ الدين الاسلامي غطاء لها لممارسة نشاطات تخريبية واجرامية». وعن املاك الكويتيين في العراق قال «تم حصر غالبية الممتلكات العائدة للكويتين خصوصاً في محافظة البصرة القريبة، مرورا بميسان وذي قار وبغداد، وصولا الى محافظة صلاح الدين الى جانب بعض العقارات في مناطق اقليم كردستان». ولفت الى ان «ما يتم العمل عليه الآن هو استصدار وثائق ملكية جديدة بالتعاون مع هيئة فض الخلافات في العراق ووزارة الخارجية». واضاف ان «غالبية تلك الاملاك لم يتم التصرف بها بالبيع او الايجار او اتلافها ويهم الكويتيين تجديد وثائق الملكية الخاصة بأملاكهم».