مع انتهاء الموسم الدراسي في القاهرة سارعت جمعيات ثقافية وفنية الى تقديم برامج حفلات صيفية تتناسب مع ميول وأذواق فئات المجتمع من الشبان والأسر المصرية خصوصاً مع عدم قدرة بعضهم على تحمل نفقات البرامج السياحية خارج نطاق العاصمة. في دار الأوبرا المصرية، ينطلق الموسم الصيفي بتنظيم 112 حفلة خلال شهري تموز وآب (يوليو وأغسطس)، وستقدم 79 حفلة في القاهرة و33 في الإسكندرية منها 38 على المسرح المكشوف، و6 على المسرح الروماني في كوم الدكة، و68 حفلة مجانية بينها 41 ضمن فعاليات الدورة التاسعة عشرة لمهرجان قلعة صلاح الدين في القاهرة، و15 في قلعة قايتباي و12 في حديقة الشلالات في الاسكندرية. تحيي الحفلات مجموعة من أبرز نجوم الغناء في مصر والوطن العربي منهم: محمد العزبي وإيمان البحر درويش ونادية مصطفى وايهاب توفيق وخالد سليم ومجد القاسم وعزة بلبع وفاطمة عيد ونجما الغناء السوداني الفاتح حسين وستونه والمنشد حسام صقر. كما يشارك في احتفالية الأوبرا كل من فرقة التراث للموسيقى العربية بقيادة المايسترو فاروق البابلي وفرقة الإنشاد الديني بقيادة الدكتور عصام عبدالمنعم. وللفرق الشبابية نصيب في عرض تجاربها الفنية المتميزة كمجموعة «سوليست الموسيقى العربية»، وفرق «وسط البلد» و «صبحي بدير والأصدقاء» و«رسالة ومارتش» و «بلاك تيما» و «ثري جي» بقيادة الموسيقي هاني شنودة و «كنوز وليالي الشرق» فضلاً عن «نادي الصيد للموسيقى العربية». وحرصت الأوبرا على التنويع بين مختلف ألوان وأشكال الفنون إضافة إلى بعض المشاركات الدولية لفرق من أميركا والصين والسودان والأكوادور والبوسنة. وتشارك في مهرجان الأوبرا هذه السنة فرق فنية تقدم قوالب وأشكالاً موسيقية شرقية وغربية منها فرقة «سداسي شرارة» بقيادة الموسيقي عطية شرارة وموسيقي الجاز يحيى خليل، وشرقيات فتحي سلامة، وأحمد ربيع لموسيقى الجاز فيوجن، وسهرة لآلة الهارب الفرعونية مع الفنانة منال محيي الدين، والتخت العربي، وبغدادي باند... ويشارك في الاحتفالية للمرة الأولى أربع دول أجنبية هي أميركا التي تقدم موسيقى من قصة الحي الغربي، وفرقة الأكروبات الصينية، وثنائي الرقص الفولكلوري الاكوادوري، وفرقة الموسيقى والغناء الفولكلوري من البوسنة»، كما يقدم برنامج «نادي السينما» يوم الثلثاء من كل أسبوع مجموعة من أحدث الأفلام العالمية يعلق عليها الناقد السينمائي رفيق الصبان. ومع حلول شهر رمضان المبارك نهاية آب المقبل أعدت الأوبرا برنامجاً فنياً حافلاً يتضمن مجموعة من الليالي العربية وحفلات للغناء والإنشاد الديني والأمسيات والصالونات الدينية لعلماء الدين. وفي إطار حفلاته الشهرية، يقدم «مسرح الجنينة» في القاهرة بالتعاون مع صندوق التنمية الثقافية عروضاً فنية متنوعة بين شرقي وغربي ومعاصر أبرزها عروض إيقاعات موسيقية لأحمد شرحبيل وأصدقائه وفرقة «المصطبة» للفنون الشعبية وفرقة «رسالة» للأغاني المصرية المعاصرة ومجموعة أصيل مصطفى سعيد مع غسان سحاب. وتستمر «ساقية الصاوي» في تقديم عروضها الشهرية – بغض النظر عن الموسم الصيفي - والتي تتميز بالتنوع ما بين حفلات موسيقية وندوات ثقافية وعلمية ومسابقات. أما المسارح المصرية فتشهد حالة من الخمول خلال الصيف نظراً الى ارتباط غالبية الفنانين بتصوير مسلسلات رمضان ولقلة المسارح العامة في ظل أزمة البيت الفني للمسرح خصوصاً بعد إغلاق مسرحي «القومي» و «الطليعة» للتجديد بعد حريق الأول وإجراء إصلاحات في الثاني، مما اضطر رئيس «البيت الفني» أشرف زكي الى التعاقد على حق استغلال مسرح عصام إمام لشهور عدّة في محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. وتأتي مسرحية «ناس بتحب بعض» التي أخرجها عصام السيد، أولى المسرحيات التي تسابق الزمن لعرضها في الصيف على خشبة المسرح العائم، بينما تأجل عرض مسرحية «الناس بتحب كده» إلى موسم عيد الأضحى على رغم انتهاء بروفاتها لعدم توافر مسرح لعرضها. ومن المفترض عرض مسرحية «وطن الجنون» للمؤلف نبيل خلف وإخراج ناصر عبدالمنعم وبطولة علي الحجار وأحمد راتب وسوسن بدر وعدد من ممثلي المسرح القومي هذا الشهر بعد سلسلة تأجيلات، لعدم توافر قاعة مسرح أيضاً. وستعرض الشهر المقبل مسرحية «يا احنا يا هما» على مسرح الليسيه في الإسكندرية، تأليف مصطفى سعد وإخراج محسن حلمي وبطولة سميحة أيوب وعبدالرحمن أبو زهرة. ويستمر عرض مسرحية «سي علي وتابعه قفة» على مسرح السلام في القاهرة المأخوذة عن رواية «علي جناح التبريزي وتابعه قفة» للكاتب المسرحي الراحل ألفريد فرج، المسرحية من إخراج مراد منير، ويشارك في بطولتها محمد الحلو وفايزة كمال ومحمود الجندي وتتناول سيرة حياة «التبريزي» العالم الذي يفقد ثروته ثم يذهب إلى بلاد بعيدة ويعثر هناك على قلة من الأغنياء وبعض الفقراء. كما يعرض على «المسرح الكبير» في القاهرة مسرحية «يا دنيا يا حرامي» من تأليف متولى حامد وإخراج هشام عطوة وبطولة ماجد المصري وسهام جلال وحسن مصطفى وفاروق فلوكس. تعرض المسرحية أربعة أيام في الأسبوع لارتباط بعض نجومها بتصوير مسلسلات رمضان. وتدور أحداث المسرحية في قالب كوميدي استعراضي غنائي حول مجموعة من الناس تستوطن جزيرة الذهب منذ زمن بعيد وتتعرض الى محاولة من بعض رجال الأعمال الانتهازيين بهدف فرض سيطرتهم على هذه الجزيرة في أعقاب طرد سكانها من منازلهم واستثمارها في إنشاء قرى ومنتجعات سياحية.