لا يستغرب المشاهد وجود استوديو تحليلي على قناة شعبية، لا يخص مباراة كرة قدم، أو مسابقة ثقافية، لكنه يتعلق بمنافسات مزايين الإبل، وإبراز الجوانب الإيجابية في تلك المواشي المشاركة في المسابقة. فكرة الاستوديو التحليلي في القنوات الشعبية جديدة على الساحة الشعبية بيد أنها تستضيف أشخاصاً لهم باع طويل في تربية الإبل، ينتقدون «الناقة» الفلانية، ويمدحون الأخرى، من دون أن يوضحوا للمشاهدين أساسيات انتقاداتهم. معظم القنوات الشعبية في السعودية حملت حقائبها إلى مهرجان الملك عبدالعزيز لمزايين الإبل في أم رقيبة الذي ينطلق الأيام المقبلة، وجميع القائمين عليها ذهبوا إلى مقر المهرجان منذ وقت باكر، حتى تتمكن من تصوير الإبل، وجلب كبار الاختصاصيين في تربية الحيوانات، وإنشاء الديكورات الخاصة بالاستوديو التحليلي. وقال المدير العام لقناة «الصحراء» حجاب بن طايع: «لم أتابع أي قناة شعبية، ولم أرَ استوديو تحليلياً متخصصاً لمزايين أم رقيبة حتى الآن، لكنني أمانع وجود برنامج متخصص ينتقد أو يحلل أوضاع الإبل المشاركة في مهرجان أم رقيبة»، مشيراً إلى أنه في حال عملت قناته استديو تحليلياً للإبل فإنه سيختار ضيوفه من اللجان العاملة في المهرجان، أو الذين شاركوا في الأعوام الماضية. وأضاف: «يجب ألا تكون هناك مجاملات لأصحاب الإبل في الأستوديو التحليلي، الذي يعتبر مسروق من القنوات الرياضية، فمن الأولى مناقشة ارتفاع أسعار الإبل، والأعلاف، والحديث عن المراكز خصوصاً أن المتسابقين غير مقتنعين بالنتائج». وذكر أن انتشار الاستوديو التحليلي في القنوات الشعبية ستتخلله العنصرية لا محالة، مشدداً على أن يكون مذيع الاستوديو يتمتع بمهنية عالية حتى لا يقع في الأخطاء الموجودة والمنتشرة في القنوات الشعبية. وأكد المدير العام لقناة «المرقاب» فهد الثبيتي أن جميع القنوات الشعبية غير مهيأة لتغطية مهرجان أم رقيبة لمزايين، إنما ما يقدم عبر شاشاتها يعتبر اجتهادات من العاملين فيها، مشدداً على أن اسم الاستوديوهات التحليلية غير مسروق من القنوات الرياضية. وأضاف: «أشبه المبالغ التي تدفع للقنوات الشعبية لتصوير عروض الإبل المشاركة في مهرجانات المزايين بالإعلانات الموجودة بالصحف والقنوات الفضائية المنوعة»، لافتاً إلى أن القنوات الشعبية قائمة على تغطية الاحتفالات وتصوير عروض الإبل في أوقات موسمية. وأوضح أنه لا يوجد أشخاص مهيأون ليكونوا ضيوفاً في الاستوديو التحليلي الخاص بالإبل، «ربما تكون هناك انتقادات وتحيز لمشارك عن غيره، وهذا الشيء مقلق بالنسبة له»، مشيراً إلى أنه قناة المرقاب ستطلق برنامجاً مخصصاً لتغطية مهرجان أم رقيبة في الأيام المقبلة، يناقَش من خلاله المشاركون واللجان العاملة في المسابقة. واتجه عدد من القنوات الشعبية خلال العامين الماضيين إلى الاهتمام بتصوير الإبل، وأخذ لقطات تلفزيوينة مختلفة لها، وذلك مقابل مبلغ مالي لا يقل عن 10 آلاف ريال، لمدة عرض 7 دقائق، وفي حال ارتفع المبلغ المدفوع للقناة، فإن مدة العرض تزيد، وأوقاتها قد تتكرر. وعمد مسؤولو القنوات الشعبية إلى فتح قنوات أخرى مخصصة لتصوير الإبل وحفلات الزواج، كون عرض تلك الفعاليات يكون له مقابل مادي، إضافة إلى كثرة طلبات تصوير عروض الإبل في المملكة خلال الأعوام القليلة الماضية. وانتقد مشاهدون كثرة عروض الإبل على القنوات الشعبية، لأنها سبب في زيادة أسعار الإبل الذي وصل سعر الناقة الواحدة إلى 20 مليون ريال، واعتبروا هذا تشجيعاً لتجار تلك الحيوانات، مشيرين إلى أن ضعف المادة الإعلامية المقدمة في القنوات الشعبية، دفع العاملين فيها إلى الاتجاه لتصوير عروض الإبل، حتى يستطيعوا تغطية مصاريف القناة.