تمكنت الأجهزة الأمنية السعودية في محافظة شرورة (جنوب السعودية)، من التصدي لمحاولة إرهابية فاشلة نفذها أربعة من أفراد الفئة الضالة، ممن تسللوا صباح أمس (الجمعة) عبر منفذ الوديعة الحدودي، وقتلت ثلاثة منهم وألقت القبض على الرابع بعد إصابته، فيما استشهد أحد رجال الأمن خلال المطاردة وتبادل إطلاق النار. وأوضح المتحدث الأمني باسم وزارة الداخلية اللواء منصور التركي، في بيان صحافي أمس، أن «دورية أمنية تعرضت لإطلاق نار في الساعة 11:45 صباحاً قرب منفذ الوديعة الحدودي». وقال التركي: «أسفرت الواقعة عن استشهاد قائد الدورية، بينما تمكنت قوات الأمن من مطاردة المعتدين إلى محافظة شرورة، وحدث تبادل إطلاق النار معهم»، مشيراً إلى أن «القوات الأمنية تمكنت من قتل ثلاثة من المعتدين، وإصابة الرابع، وإلقاء القبض عليه». وأكد أن «الحادثة لا تزال محل المتابعة الأمنية، وقوات الأمن السعودي تتولى تفتيش بعض المباني التي ربما يكون لجأ إليها شخص أو اثنان من المعتدين». إلى ذلك، أوضح المتحدث الرسمي للمديرية العامة لحرس الحدود اللواء محمد الغامدي، أن «المواجهات التي تحصل عند المنافذ الحدودية لا يمكن التنبؤ بها، ولكن يقظة رجال حرس الحدود وتضحيتهم، تسهم كثيراً في كبح محاولات الجماعات الإرهابية النفاذ إلى الداخل السعودي». وأكد الغامدي، في اتصال مع «الحياة» أمس(الجمعة)، أن «المملكة وفرت أحدث ما وصلت إليه التقنية في مجال مكافحة التسلل، إذ تسهم كاميرات حرارية منتشرة على طوال الحدود السعودية في منع وتقليل هذا الخطر»، مشيراً إلى «وجود أنواع عدة من هذه الكاميرات، بعضها محمول وآخر ثابت يعمل بشكل دقيق لرصد هذه العمليات بدقة، وخصوصاً مع صعوبة التضاريس في بعض الأماكن كالجبال وغيرها، إضافة إلى توافر رادارات مزودة بكاميرات متصلة بشكل مباشر مع الدوريات البحرية والبرية، لمنع وملاحقة المتسللين والتعامل معهم بما يكفل حماية حدود المملكة». وكشف الغامدي عن البدء في البنية التحتية لمشروع الحدود الجنوبية، مؤكداً أنه عند اكتماله سيحد كثيراً من العمليات الإرهابية والتهريب والتسلل. وأشار إلى أن مشروع الحدود الشمالية تم الانتهاء منه العام الماضي، وكان يمثل المرحلة الأولى من خطط التطوير التي يعمل عليها حرس الحدود حالياً ضمن سلسلة من المشاريع التطويرية التي تستهدف جميع المناطق الحدودية والإدارات، على المستوى التنظيمي والعملياتي والتقني والهندسي. وأكد أنه منذ الانتهاء من مشروع الحدود الشمالية لم تشهد تلك الحدود أي عمليات تهريب أو تسلل، مشدداً على أنه سيتم الانتهاء من مشروع الحدود الجنوبية خلال الأعوام المقبلة، لأنها تختلف عن الحدود الشمالية من ناحية التضاريس والقرى المتداخلة، إذ يحتاج إلى وقت أكبر لتنفيذه.