دافع عضو هيئة التدريس في جامعة القصيم الدكتور عبدالله العروسي عن كتاب «ألف ليلة وليلة»، معبراً عن أسفه أن «المتداول عنه أنه كتاب هوى فاحش ويفسد أخلاق الناشئة". وقال إن كتاب «ألف ليلة وليلة» له مكانته الكبيرة عند العرب ويتسم بسمة أدبية، غير أنه تم تهميشه في الأدب القديم وتم وصفه بحديث الخرافة. وأضاف أن مكانة الكتاب في الوقت الحالي لا تختلف عنها في الأدب القديم تعليمياً وأكاديمياً، كما أكد أن الكتاب حظي بمكانة رفيعة عند الغرب في الدراسة والبحث والتوظيف والإبداع، وذلك منذ مطلع القرن ال18 وتمت ترجمته إلى لغات عدة حققت انتشاراً واسعاً. جاء ذلك في محاضرة ألقاها في نادي القصيم الأدبي أخيراً وعنوانها «ألف ليلة وليلة .. الحضور والغياب في كتب التراث». ثم تطرق العروسي إلى وجه التماثل في الشعر و«ألف ليلة وليلة» في تراث الأدب. وقال إذا كان الشعر هو «ديوان العرب» فإن «ألف ليلة وليلة» هو «ديوان النثر»، وزاد على ذلك بقوله إنه «كتاب الثقافة العربية الإسلامية». واستغرب العروسي عدم إدراج كتاب «ألف ليلة وليلة» ضمن أمهات كتب الأدب العربي القديم، التي صنفها ابن خلدون على رغم تقارب الأسلوب والصياغة. وحول حضور الكتاب وغيابه في كتب التراث، أوضح العروسي أن «ألف ليلة وليلة» ورد ذكره في «مروج الذهب» للمسعودي و«الفهرست» لابن النديم و«الإمتاع والمؤانسة» للتوحيدي وغيرها. وخلص إلى أن الكتاب قد أُثبت في كتب التراث وخاصة في المدونة الأدبية والنقدية، «لكن هناك بعض الأمور التي ساهمت في نفيه وتغييبه، منها كون الكتاب دخيلاً ومجهول المؤلف وكذلك دخوله في دائرة الهزل». تلا ذلك مداخلات الحضور التي طرحت العديد من التساؤلات على المحاضر، التي علق عليها مدير المحاضرة أحمد اللهيب بقوله: إن المداخلات وحدها تحتاج إلى محاضرة كاملة». يذكر أن المحاضر أثار بعض المداخلين عندما عدّ الجاحظ، مجرد ناسخ في كتابه «البيان والتبيين».