طالبت أستاذة علم الاجتماع هناء صبر ضرورة تركيز مراكز الأحياء على الناحية الثقافية والعمل على تطابقها في الحي، وأن يتم الربط بين ثقافة الحي الفرعية وبين المسجد والأسر الموجودة فيه، وأضافت: «إن الجلوس في المراكز قد يحد عن كثير من المظاهر والسلوكيات المرفوضة التي يمارسها الشبان وقد تقلص من نسبة الحوادث المرورية والمشكلات الاجتماعية مطالبة بتفعيل دور مراكز الأحياء والنهوض برسالتها. وأردفت: «إن العمل المؤسساتي الذي تؤديه مراكز الأحياء ركيزة مهمة لتقوية التواصل الاجتماعي وإذكاء روح المشاركة التي حثت عليها التعاليم الإسلامية وثقافتنا العربية في تكوين نسيج اجتماعي متماسك كالجسد الواحد»، مشيرة إلى أنها (المراكز) اكتسبت أهميتها من جوانب عدة أبرزها زيادة تفعيل الأدوار البنائية للمسجد والمدرسة وجهات العمل الاجتماعي والصحي في سعيها باتجاه دمج المواطنين مع بعضهم ومعالجه الظواهر السالبة كالعصبية القبلية والمناطقية، بحيث تكون المنافسة الشريفة هي الأساس لعملية التطوير مع التركيز على إطلاق روح العمل وفق منظومة الفريق المتعاضد. وتؤكد صبر أن نتائج المراكز ستؤدي بشكل إيجابي إلى كشف الميول وإطلاق المواهب والإبداعات الذاتية بين سكان الحي، فضلاً عن رفع مستوى الإدراك وتحقيق التعاون في شكل يضمن إيجاد وحدة بناء فاعلة تعمل على تقوية المعاني النبيلة بماهية الجوانب الأمنية والفكرية والاجتماعية وضرورة تفاعل الجميع للمحافظة عليها من منطلق الانتماء والشعور بمسؤولية المشاركة وصولاً إلى تحقيق مكتسبات عدة أهمها مكانة العمل الجماعي والضبط الاجتماعي. من جهتها، طرحت المعلمة المتقاعدة سوزان عباسي رؤية حول إمكان الاستفادة من رجال الدولة المتقاعدين، خصوصاً الأمنيين منهم لإدارة مراكز الأحياء لتمتعهم بخبرة قيادية وأمنية، لافتة إلى أهمية استقطاب المراكز لهم من أجل تفعيلها، على أن يقف على إدارتها مجموعة منتخبة من مثقفي الحي لتكون همزة وصل اجتماعية وثقافية واقتصادية بين الأجيال، وأن يكون اختيار الرئيس بالانتخاب بين أفراد الحي وفق معايير تتضمن المؤهل والخبرة والصلاح لمن ينتخب والاستفادة من الأمنيين المتقاعدين لقدرتهم على الاضطلاع بهذا الدور لو طلب منهم ذلك، لدرايتهم بكثير من الأمور الأمنية التي يحتاجها الحي، ما سيكون له دور في تعزيز الأمن والاستقرار داخل الأحياء، مبينة أن إيجاد هذه المراكز سيحقق الأمن الاجتماعي الذي اعتاد عليه المواطن، كما سيعمق مبدأ التكاتف في المجتمع وتحقيق التواصل بين مختلف شرائحه ويفرز نوعاً من التنافس الإيجابي بين مختلف المراكز في الأحياء والانتفاع ببرامجها المثمرة ودعمها مادياً ومعنوياً من جانب الدولة والقادرين من أبناء الحي القائم فيه المركز.