لا يزال الأمل يراود والدة المعلم عيضة بن سعد الحارثي في العثور على ابنها المختفي وسط ظروف غامضة منذ أكثر من تسع سنوات، وتحديد مصيره المجهول، مناشدةً المسؤولين والمواطنين ومحبي الخير في مملكة الإنسانية مساعدتها في فك طلاسم هذا اللغز المحيّر، خصوصاً وأنها امرأة طاعنة في السن خارت قواها وضعف بصرها واحدودب ظهرها، وساءت حالها الصحية بعد فراق ابنها الذي زادها جرحاً على ألم الزمان ومعاناته. وأكدت والدة الحارثي ل «الحياة» أن ابنها اختفى في عام 1423 تاركاً خلفه زوجة مكلومة، رصيدها الدموع والحزن وألم الفراق المجهول، وثلاث بنات صغيرات ينتظرن مع كل مساء عودة والدهن إليهن، وناشدت في هذا الصدد المسؤولين والمواطنين ومحبي الخير في المملكة مساعدتها في العثور على ابنها أو تحديد مصيره المجهول. وكان أشقاء وذوو المعلم الحارثي وعلى مدى أكثر من تسع سنوات بذلوا قصارى جهدهم، واتخذوا الوسائل والإجراءات كافة، وأبلغوا الجهات الأمنية باختفاء شقيقهم في حينه، وقاموا باستنفار تام في سبيل البحث عنه في كل مكان، ومحاولة كشف هذا اللغز المحير، إلا أن كل هذه الجهود باءت بالفشل، ولم يستطيعوا الوصول إلى أي خيط قد يقود إلى تحديد مصيره، مؤكدين أن شقيقهم الذي يعمل معلماً في مدرسة عبد الله بن العباس المتوسطة في حفر الباطن خرج من منزله عصر يوم الخميس الموافق 19 من ذي الحجة عام 1423، وأخبر أسرته أنه سيعود مع مغرب ذلك اليوم، إلا أنه لم يعد، وعندما حاولوا الاتصال بهاتفه المحمول وجدوه مغلقاً، فأبلغوا الجهات المسؤولة، إلا أنه ومنذ ذلك الزمن وحتى اليوم لم يعرفوا عنه شيئاً، ولم تفلح الجهود المكثفة في تحديد مصيره المجهول، مؤملين من الجهات المسؤولة بحثاً جاداً عن ابنهم يعيد البسمة إلى أسرته ووالدته وزوجته وذويه. ورغم أن أشقاءه وذويه يعتبرون اختفاء شقيقهم هو العنصر الأبرز والأهم في القضية، وأن تحديد مصيره هو الهدف واللغز الذي يتمنون حله منذ ما يقارب عقداً من الزمن، لم تحسم وزارة التربية والتعليم أمر المعلم المختفي أوتصرف مستحقاته المالية منذ اختفائه حتى اليوم، ولم تتمكن زوجته ووالدته وبناته من صرف مستحقاته التي تعينهن على متطلبات الحياة، إذ يعشن على ما يتم صرفه لهن من جانب الضمان الاجتماعي، وهو مبلغ زهيد لا يتجاوز 1700 ريال، ولا يفي بمتطلبات الحياة (حسب قولهم).