كشف قائد معهد حرس الحدود العقيد الركن سلطان سعود العنزي عن توجه المعهد إلى تطبيق الحكومة الإلكترونية في معاملاته كافة، بدلاً من التعامل الورقي وتطبيق نظام التعليم عن بعد، تماشياً مع التطور التقني الذي يشهده قطاع حرس الحدود في المملكة حالياً، مشيراً إلى أن المعهد لا يزال يواصل تقديم الدورات التأهيلية الخاصة لأعمال الحدود. وأضاف في حوار مع «الحياة» أن شهادة الجودة العالمية «ايزو»، التي حققها المعهد ستعزز من العمل النوعي في أقسامه، وستسهم في تطوير آلية العمل المعمول بها لتقديم منتج تعليمي وتدريبي عالي المستوى، مؤكداً أن الجودة ستسعى إلى توفير البيئة المناسبة للتعليم والتدريب، وتحسين نوعية وكفاءة الخدمات التدريبية وزيادة خبرة المدرسين عن طريق القيام بعملية التدقيق المستمر. ولفت قائد معهد حرس الحدود إلى أن المعهد يعتمد على خبرات الأفراد في قطاعاته كافة وصولاً لعمل مؤسساتي يعتمد على توثيق الإجراءات بنظام واضح للجميع. وفيما يأتي نص الحوار:. بداية، كيف هي آلية العمل في معهد حرس الحدود، وماهي مهامه الأساسية؟ - المعهد هو الجهة المشرفة لتدريب رجال حرس الحدود، ومنذ تأسيسه يشهد حالات من التقدم النوعي في تعزيز التدريب لدى رجال الحدود، وكانت بدايته في محافظة جدة، إذ كان عبارة عن مركز تدريبي تقدم فيه الدورات التدريبية على استخدام الأسلحة الخفيفة وغيرها من أعمال التدريب المهمة في هذه الوظيفة، حتى انتقل إلى مدينة الرياض، وفي عام 1402ه، تم تحويله من مركز التدريب الى معهد بمسمى «معهد حرس الحدود في الرياض»، وتوسعت مسؤولياته يوماً بعد آخر، إذ أنيط به مشاركة الإدارة العامة للتدريب في رسم سياسة التدريب، وبدأ في تأهيل الطلبة سواء من حملة الشهادة الثانوية إلى أن بدأ المعهد بعقد دورات تخصصية في مختلف التخصصات النوعية الهامة في مجال العلوم الفنية واللغة الإنكليزية وغيرها، وفي عام 1409ه بدأ المعهد بعقد دورات أكثر تقدماً، وبالتحديد في دورات تأهيل الضباط لأعمال حرس الحدود الخاصة لخريجي كلية الملك فهد الأمنية. وفي عام 1420 ه بدأ المعهد بقبول حملة الشهادة الجامعية والشهادة الجامعية المتوسطة وخريجي كليات التقنية ومعاهد التدريب المهني. حققتم قبل فترة شهادة الجودة العالمية ايزو «9001/2008»، كيف من الممكن أن تضيف هذه الجائزة في مجال نوعية التدريب وجودته؟ - من المعروف أن التدريب في أي عمل هو أداء مهم في التطوير لا يمكن التنازل عنه، ونحن كوننا منتسبين لمنظومة أمنية شاملة، ولدينا في المملكة من أعمال تدريبية يشرف عليها سعوديون وهي تعد مفخرة تعزز العمل بمختلف أقسامة ومجالاته، ورجال المعهد تحديداً ورجال الأمن كافة في قطاعاتهم يسعون دوماً على تحقيق الجودة في أعمالهم سواءً أكان ذلك في القطاعات الفنية أو التدريبية، وفي معهد حرس الحدود نهدف لمواكبة التطور الاداري والتقني في قطاع حرس الحدود وبدأنا بتنظيم العمل الإداري في المعهد، ونقله من عمل يعتمد على خبرات الأفراد إلى عمل مؤسساتي يعتمد على توثيق الإجراءات بنظام واضح للجميع. ومن خلال التواصل مع منسوبي المعهد ضباطاً وأفراداً وصلني اقتراح تقدم به المقدم المهندس عبدالمحسن الشيباني، لتطبيق متطلبات المواصفة القياسية الدولية «9001/2008 ISO» على إدارات وأقسام المعهد، ومن هنا تلمسنا في هذا الاقتراح ما يحقق بعداً من الأهداف التي نسعى إلى تحقيقها باعتبار أن نظام «الايزو» هو نظام فعّال لتدوين كل خطط وأعمال وآليات تقديم المنتجات والخدمات إلى المستفيدين، إضافة إلى أهميته في تنسيق سير العمل ومعرفة تحديد المهام والواجبات، وهو ما تحقق لاحقاً. كيف تنظرون لأهمية الحصول على شهادة الجودة؟ وماذا عن الدور الذي بذلته بيوت الخبرة في هذا المجال؟ - حصول المعهد على هذه الشهادة في مجال التدريب العسكري دليلاً على أن أداء المعهد يحقق الرسالة التي وضعت له ومن أجله يعمل عليها، كما أن هذا النجاح يأتي حافزاً للاستمرار بالارتقاء بمستوى الأداء على الصعيدين الإداري والعملي في المعهد، فالنجاح المستمر أساسه أنظمة عمل مميز، أما بخصوص بيوت الخبرة قمنا بعدد من التجارب الناجحة مع بيوت الخبرة، وكان القرار بالاستعانة بمركز جودة الابتكار لتقديم الدورات التدريبية لمنسوبي المعهد في مجال نظم إدارة الجودة الآيزو «9001/2008 ISO»، كما تم عقد دورات تدريبية أخرى متخصصة لفريق عمل المراجعة الداخلية والآليات المتبعة في المراجعة الداخلية لمنظومة الجودة بالمعهد. هل أنعكس ذلك على نتاج ما يقدمه المعهد؟ - من دون شك، والمعهد قدم الكثير من النتاج العلمي والتقني الذي له أسسه ومعاييره التدريبية المعترف بها، والجودة ستعمل على تعزيز العمل النوعي، فمن الناحية الإدارية على سبيل المثال ستعمل على تحديد أهداف ورسالة المعهد بشكل واضح، وتوثيق العمليات الإدارية وستقوم أيضاً بتحليل وتطوير العمليات الإدارية بالمعهد، وتوضيح الإجراءات الإدارية والأدوار المختلفة، إضافة إلى تحسين عملية الاتصال بين إدارات المعهد، وتوفير المعلومات وتسهيل عملية اتخاذ القرار وتحسينها. ومن الناحية الأكاديمية فستقوم بتوفير البيئة المناسبة للتعليم والتدريب، وتحسين نوعية وكفاءة الخدمات التدريبية المقدمة، المراقبة المحكمة للعمليات التعليمية، وزيادة خبرة المدرسين عن طريق القيام بعملية التدقيق المستمر. ماهو تقويمكم لأداء المعهد خلال هذه الفترة، وماهي المشاريع المستقبلية لديكم ؟ - ثقتنا كانت كبيرة بمنسوبي المعهد، واليوم أصبحت أكبر بكثير لما لمسناه من التزام عظيم من ضباط وأفراد بتحقيق الرؤى والأهداف المطلوبة منهم على أكمل وجه، وهذا يدفعنا دوماً إلى السعي قدماً لتحقيق النجاح تلو الآخر. ومن خلال توجيهات المدير العام لحرس الحدود الفريق الركن زميم السواط ومدير الادارة العامة للتدريب العميد عبدالعزيز الاسمري وتطلعاتهم فإننا نسعى بكل إخلاص لرفع مستوى الاداء بالمعهد لتطوير التدريب في معهد حرس الحدود، وهذا ينعكس على جميع وحدات حرس الحدود بمختلف مناطقه. كما نسعى لمسايرة التطور التقني بحرس الحدود من خلال تطبيق التعامل بالحكومة الالكترونية وايجاد نظام للتعليم عن بعد يستفيد من جميع منسوبي حرس الحدود، خصوصاً أن المدير العام لحرس الحدود يشدد على أن التدريب هو الخيار الاستراتيجي الذي لا غنى عنه في التطوير، كونه من أهم الأولويات لديه، ومن التدريب سيرتقي الأداء في جميع وحدات حرس الحدود.