تضمّ مصر 25 مليون مستخدم للإنترنت، لكن نسبة صغيرة من هؤلاء يمتلكون أجهزة كومبيوتر في منازلهم، طبقاً لإحصاءات وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، إذ لا يزال جمهور مقاهي الإنترنت («كوفي نت») يمثّل نسبة كبيرة من مستخدمي الحاسوب والإنترنت، خصوصاً بالنسبة الى جيل الشباب. ولا يزال امتلاك كومبيوتر شخصي حلماً بالنسبة إلى كثيرين منهم. وربما أرادت شركات الكومبيوتر استثمار مناخ الثورة في مصر الذي ساعد تألق نجم الإنترنت ومواقعها، كي تحقّق مزيداً من الانتشار والمبيعات في السوق المصري. وأعلنت شركة «إنتل» أخيراً عن مبادرة «كومبيوتر لكل مصري»، التي تنفّذ بالتعاون مع شركات أخرى. وتهدف المبادرة إلى زيادة انتشار أجهزة الكومبيوتر الشخصي، وتعزيز الاتصال بشبكة الإنترنت السريعة التي تعمل بحزم ذات نطاق عريض، في مصر. وارتأت تحقيق هذه الأمور من طريق توفير التكنولوجيا الرقمية بأسعار معقولة للطلاب المصريين. ومن أجل تطبيق هذه المبادرة، طورت «إنتل» وشركاؤها حملة تجريبية تستهدف الطلاب المصريين الذين يشترون جهاز الكومبيوتر للمرة الأولى. وأعلنت هذه الأطراف أنها تقدّم للطلاب عرضاً يتضمّن مجموعة متنوعة من الحواسيب الرخيصة الثمن، والمزودة بمحتوى محلي يتلاءم مع حاجات الطلاب. ومنحت الشارين اشتراكاً بالإنترنت السريعة عبر بطاقة مسبقة الدفع. وتهدف هذه المبادرة إلى توسيع انتشار الكومبيوتر بين مختلف الطبقات الاجتماعية والاقتصادية. وفي المرحلة الأولى منها، يستطيع الطالب اختيار حاسوبه بين مجموعة من الأجهزة تشمل كومبيوتراً محمولاً من نوع «لينوفو» مزوّداً بمعالج معلومات من نوع «بانتيوم»، وجهاز «لينوفو نوتبوك» مزوّداً بمعالج معلومات من نوع «آتوم»، وحاسوب «كلاس مايت» المخصّص للطلبة. وتقدّم شركتا «نهضة مصر» و «أستاذ أونلاين»، المحتوى التعليمي باللغة العربية. يذكر أن عدد مستخدمي الإنترنت عالمياً يزيد على بليوني شخص. ولم تخفِ «إنتل» اعتقادها بأن البليون الثالث يأتي من الدول النامية، خصوصاً ممن تتوقّع أن يستخدموا الإنترنت للمرة الأولى. وأعرب شركاء «إنتل» في المبادرة عن ايمانهم بأن الشباب المصريين لديهم المقومات التي تؤهلهم ليصبحوا مواطنين رقميين عالميين، بل البرهان الأفضل على نجاح هذا المفهوم. وفي صورة دائمة، تسعى «إنتل» إلى توفير التكنولوجيا الرقمية لأعداد متزايدة، عبر توفير أجهزة كومبيوتر بأسعار معقولة مع نماذج أعمال جديدة، كما انخرطت في جهد لتوفير الانترنت بالنطاق العريض إلى أكبر شريحة من المستخدمين، عَبر مبادرة «العالم إلى الأمام» التي تشمل حاضراً أكثر من 300 برنامج نشط في ما يزيد على 80 بلداً. وتتعاون «إنتل» مع شركات الاتصالات ومزودي المحتوى وقادة الحكومات لتطبيق برامجها. ونجحت الشركة في مبادراتها المتصلة بمفهوم «كومبيوتر لكل مواطن» في بلدان تشمل فيتنام وكينيا واندونيسيا والهند وتايلاند وماليزيا والفيليبين والمكسيك والولايات المتحدة. ويتوقع أن تطبق الشركة عينها برنامجاً مشابهاً في 50 بلداً بحلول 2013.