"أصابني تهديد بنغازي وانتفاضتها بالذهول والقلق الشديدين. وأدركت أن لا مناص من صد الهجوم المدرّع الذي يقوده القذافي. وعلى رغم تحفظي عن الدوامة التي تشد إليها الحرب، غلب الخوف من سفك أمواج الدم في طرف بنغازي. فبدا لي التدخل في سبيل حماية المدينة، على أن يقتصر على هذا العمل، مسوغاً. ولكنني لم ألبث أن غيرت رأيي عندما أيقنت أن المسألة كلها حملة دعائية وليست وقائع ثابتة بالمراقبة". هذه الأسطر كتبها روني برومان، رئيس شعبة فرنسا ل"أطباء بلا حدود"، في مقال عنوانه "الحرب العادلة وهْم وخِيم"، نُشر في "لوموند" الفرنسية. ويروي فيه مشاهداته وملاحظاته إبان المعارك في ليبيا، ويبحث في ما يُعرف ب"الحرب العادلة". ويضيف: "الحق أن أحداً لم يرنا المدرعات التي زُعم أنها تتوجه إلى بنغازي وتُعد العدة لمهاجمتها. وطابور من الدبابات، في عصر الهواتف النقالة والمحمولة والأقمار الاصطناعية، لا يمتنع من التصوير. وفي الأحوال كلها، لم يحتج الأمر إلى أكثر من تدمير الدبابات الأربع الأولى في رأس الطابور لوقف الزحف المدرع المزعوم. وهذا قرينة على أن الزحف من بنات المخيلة، ولم يسمع به أحد من بعد! اضغط هنا لقراءة الموضوع كاملاً. وقد جمع ملحق "صحافة العالم" بصحيفة الحياة (7/12/2011) مقال برومان إلى مقال لبرنار - هنري ليفي، الفيلسوف الفرنسي وهو من دعاة واجب التدخل في الدول التي يجري فيها تغيّرات سياسية، لاسيّما شمال أفريقيا والشرق الأوسط. ومقال ليفي جاء رداً على مقال برومان، عنوانه "الحرب العادلة تلبي نداء شعب في ضائقة"، نُشر أيضاً في "لوموند". وجمع المقالان في "الحياة" على سبيل إقامة مناظرة بين رأيين متعارضين واتجاهين متنافرين في مسألة الحرب العادلة. ويكتب برنار - هنري ليفي في رده على برومان: "كيف يجوز القول أن التهديد بسحق بنغازي هو اختراع من قناة «الجزيرة»؟ وكيف يسعك، روني برومان، نفي واقعة مهاجمة الطائرات الحربية متظاهري طرابلس، كما رأى العالم كله بأم عينيه؟ وأما محصلة القمع، فقد لا تبلغ 6 آلاف، بيد أن القول «200 أو 300» هو إما ازدراء وإما مزاح! و"قتلوا وهم يقاتلون" يفترض قتالاً وحرباً. ولم يكن هناك قتال. فمن جهة، المهاجمون جيش قوي ومدجج بالسلاح، يتسلح منذ عقود، ويعد العدة لسحق انتفاضة شعبية، وفي الجهة المقابلة وقف مواطنون بأيديهم العارية والمدرعات وراءهم... وتزعم أن أحداً لم يرِك الزحف المدرع. وأما أنا فرأيته. وإلى اليوم، لا تزال طريق بنغازي الى أجدابيا، وهياكل الدبابات المحروقة على الجانبين، شاهدة على الزحف. وكانت الآليات على وشك دخول المدينة لو لم تُقطَع عليها الطريق في الدقائق الأخيرة. ومجزرة مصراتة رأيتها بأم عينيّ، وفي وسعي تأكيد أنها لم تكن حملة دعائية أو إعلاناً. والمدينة ترِكت ركاماً من الأنقاض". اضغط هنا لقراءة الموضوع كاملاً. ولعلّ من بين قرائنا من يودّ الإدلاء برأيه.