بدا أمس أن المجلس العسكري نجح في حلحلة الأزمة السياسية في مصر والتي فجّرتها اشتباكات وقعت قبل أسبوعين بين الشرطة ومعتصمين في «ميدان التحرير»، إذ أعلنت قوى شبابية رئيسية تعليق اعتصامها في الميدان القاهري على رغم تأكيدها أن معركتها مع العسكر «مستمرة». واتخذ المجلس العسكري في الأيام الماضية عدداً من الخطوات لعل أبرزها إعلان جدول زمني لتسليم السلطة في موعد أقصاه نهاية حزيران (يونيو) المقبل، ما دعا عدداً من القوى السياسية إلى رفض الرؤية التي يطرحها المعتصمون في «ميدان التحرير» في شأن ضرورة «التسليم الفوري» للسلطة. وأعلن الناطق الإعلامي لحركة شباب «6 أبريل» محمود عفيفي، ل «الحياة»، أن حركته تبذل محاولات لفض الاعتصام في ميدان التحرير وفتحه أمام الحركة، مشيراً إلى أن غالبية الحركات الشبابية الرئيسية اتخذت قراراً بتعليق الاعتصام لكن هناك البعض من «المتشبثين برأيهم» يرفضون هذا الطرح. وأضاف: «سنستمر في اعتصامنا الرمزي أمام مجلس الوزراء للتعبير عن رفض حكومة الدكتور كمال الجنزوري». لكن عفيفي شدد على أن معركة القوى الشبابية مع العسكر «لن تتوقف»، مشيراً إلى أن تعليق الاعتصام سيستمر حتى انتهاء الانتخابات الاشتراعية في آذار (مارس) المقبل و «سنراقب خلال تلك الفترة آلية تنفيذ المجلس العسكري لتعهداته بتسليم السلطة، وإن وجدنا تلكؤاً سنعود إلى الميدان مجدداً»، لافتاً أيضاً إلى أن حركته ستقوم بعدد من الفاعليات خلال الفترة المقبلة منها القيام بمسيرات تجوب الأحياء الفقيرة والمهمشة لمحاولة «اجتذاب الشارع مجدداً تجاه ما ننادي به من مطالب». وأقر محمود عفيفي بأن الوقت الآن «لم يعد ملائماً لاستمرار الاعتصام»، لكنه حمّل في الوقت ذاته المجلس العسكري مسؤولية «افتعال الأزمة من بدايتها». كما رفض في شدة القول إن نجاح العملية الانتخابية يُسقط شرعية «ميدان التحرير»، موضحاً أنه «لولا الضغط الذي مارسه ميدان التحرير ما كان المجلس العسكري حدد خطة زمنية لتسليم السلطة». وقال: «نحن مع إجراء الانتخابات منذ البداية... وغالبية المتظاهرين ذهبوا للتصويت في المرحلة الأولى كما أننا لم نرفض نتائج... لكننا نريد انتزاع سلطات المجلس العسكري واعطاءها للبرلمان الجديد بعد انتخابه ولحكومة انقاذ وطني». وأضاف: «سنظل نناضل من أجل تحقيق تلك الأهداف»، متهماً جهات لم يسمها ب «محاولة زرع البلطجية لافتعال الأزمات داخل ميدان التحرير، ومن ثم إظهار المعتصمين في صورة غير سوية». وكانت المرشحة المحتملة لرئاسة الجمهورية الإعلامية بثينة كامل تعرضت للضرب مساء أول من أمس من قبل عدد من الموجودين في التحرير، عندما حاولت فتح الميدان أمام حركة مرور السيارات ودعوتها المتظاهرين إلى الاستمرار في الاعتصام ولكن داخل الحديقة التي تتوسط الميدان.