قال الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي إن المقاطعة العربية لسورية بدأت بالفعل في ضوء العقوبات العربية على دمشق بسبب استمرار الحملة الأمنية على المدنيين. وأوضح العربي في حديث مع «الحياة» أن دمشق طلبت «مهلة يومين أو ثلاثة» للرد على طلب التوقيع على البرتوكول العربي لحل الأزمة. ودعا السلطات السورية مجدداً إلى التوقيع على المبادرة العربية، محذراً من تدويل الوضع السوري. وعن طبيعة التطورات، قال العربي إن رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني اتصل أول من أمس (في خطوة متزامنة مع اجتماع اللجنة العربية التي يرأسها الشيخ حمد) بوزير الخارجية السوري وليد المعلم وطلب منه أن يحضر اليوم (أمس) للتوقيع على المبادرة العربية، لكن وزير خارجية سورية طلب مهلة يومين أو ثلاثة للتوقيع». وقال العربي: «على كل حال يأخذوا (مسؤولو الحكومة السورية) الوقت الذي يرغبون فيه. لكن الدول العربية قررت مقاطعة سورية في كل المجالات والقطاعات التي أعلنها بيان اللجنة العربية في الدوحة (مساء أول من أمس). والمقاطعة سرت أمس (الأحد غداة اجتماع اللجنة العربية في قطر)، والمقاطعة بدأت بالفعل». يذكر أن قرار المقاطعة شمل منع 19 شخصية سورية من السفر إلى الدول العربية وتجميد أرصدتها، وخفض رحلات الطيران من وإلى سورية بنسبة خمسين في المئة ويشمل ذلك الطيران السوري ابتداء من 15 الجاري، كما تقرر حظر تصدير السلاح إلى سورية وإجراءات أخرى. وشدد الأمين العام للجامعة العربية في هذا الإطار على أن «الجامعة العربية حريصة للغاية على أن أية عقوبات أو مقاطعة تُفرض لا تمس حياة الشعب السوري الشقيق، هذا أمر أساس في توجهاتنا». وسألته «الحياة» عما كان إذا يرى أن تدويل الوضع السوري على الأبواب في ضوء مسارات الأحداث في سورية والعالم فقال: «نحن لا نتحدث عن التدويل، نحن نحاول أن نحل الموضوع في الإطار العربي، ونرجو أن تساعدنا سورية في هذا، لأن العالم الخارجي لن يتوقف وبدأوا يفكرون بالفعل في الذهاب إلى التدويل». وأضاف في سياق حديثه عن التدويل: «ما مفهوم التدويل وما هو معناه؟ أنا لا أفهم. ما أفهمه أن الحل يريدونه (العالم الخارجي) عن طريق أساليب أخرى غير الأساليب السلمية التي نتبعها». وسئل ما هي طبيعة الأساليب الأخرى التي يفكر فيها العالم الخارجي في شأن تدويل الوضع السوري فأجاب العربي: «لا أدري، ولا أتدخل في هذا الموضوع إطلاقاً». وعن طبيعة الاستفسارات التي طرحتها الحكومة السورية على الجامعة العربية في شأن بروتوكول المراقبين، قال: «البروتوكول واضح المعالم، سورية بدأت بمحاولة التعديل في البروتوكول، ووضعت استفسارات تقول ما معنى هذا وما معنى ذاك، وكلها أمور لا قيمة لها في نظري». وسألته «الحياة» عن استفسار الحكومة السورية عن موضوع «الشبيحة»، فقال: «البروتوكول يتضمن الحماية من عصابات الشبيحة. وهي (الحكومة السورية) تقول ماذا تقصدون بالشبيحة؟. تم الرد عليهم وقلنا إن المقصود هو كل من يحمل سلاحاً بطريقة غير شرعية وغير حكومية». وحول ما إذا كانت الجامعة العربية مستعدة لإيفاد مراقبين إلى سورية في حال وقعت الحكومة السورية على المبادرة، قال العربي: «نحن جاهزون منذ ثلاثة أسابيع». وكان العربي لفت إلى أن قرارات اجتماع اللجنة العربية في الدوحة التي تضمنت عقوبات على سورية صدرت بالإجماع وأنه «إذا وقعت الحكومة السورية (على المبادرة العربية) سيختلف الأمر». كما أشار إلى أن العقوبات التي فرضت على سورية سيعاد تقويمها (من وقت لآخر) حتى لا تؤثر على الشعب السوري وشعوب المنطقة». أما عن دلالة لقاء وفد تركي برئاسة مساعد نائب وزير الخارجية التركي هالد سيفيك اللجنة العربية في اختتام اجتماعها في قطر ليل السبت - الأحد، فرد العربي: «الأتراك يرغبون في التنسيق مع الدول العربية».