ترى سيدة الأعمال ومالكة عدد من المدارس الأهلية سحر بنت حمد المرزوقي أن الأزمة العالمية أثرت على وضع سيدات الأعمال بشكل عام، لكنها ترى أيضاً أن هذا التأثير لا يقارن بتأثير الأزمة على رجال الأعمال خصوصاً المقترضين من البنوك، وفي السياق ذاته ترى المرزوقي أن الآثار الناجمة عن الأزمة العالمية أثرت على الرجال أكثر من السيدات، تحديداً في السعودية، الأمر الذي دفع كثيراً من السيدات إلى الاستثمار في مجالات تجارية قديمة، أبرزها العقار باعتباره مجالاً آمناً مقارنة بغيره من المجالات الأخرى. وتلفت المرزوقي إلى توجه عدد من السيدات إلى البحث عن مشاريع عقارية صغيرة ومتوسطة خلال هذه الفترة، في ظل الظروف الاقتصادية الحالية، واعتبرت هذا العام عاماً صعباً في كل المجالات، وكشفت عن تأثر القطاع التعليمي الخاص بهذه الأزمة، لكن هذا التأثر محدود مقارنة مع دول الجوار، خصوصاً في الخليج، وتشير إلى أن الاستثمار في التعليم يزدهر، بسبب اهتمام كثر من أولياء الأمور بتعليم أبنائهم وبناتهم، واقتناعهم بأن التعليم الخاص يختلف عن المدارس الحكومية. وترى المرزوقي أن اهتمام السعوديين بالتعليم الخاص برز في الفترة الأخيرة، وتقول: «حتى على رغم تأثر القطاع التعليمي الخاص بالأزمة الاقتصادية، فإن البعض تجاهل الأزمة في سبيل تعليم أبنائهم في مدارس خاصة جيدة، كي يضمنوا ولو بنسبة قليلة تخريج طلاب قادرين على مواجهة المستقبل، الذي سيكون أكثر صعوبة من الأيام الماضية، ويحتاج إلى كوادر جيدة متعلمة بأسلوب تعليمي مختلف ومواكب للتطور التعليمي في العالم أجمع». وطالبت المرزوقي المدارس الخاصة باستخدام احدث أدوات التقنية ووسائل التعليم المبتكرة، وإيجاد كوادر جيدة ومدربة ومراقبتهم جيداً لتخريج أجيال تحب العلم وتبحث عن الفائدة، مشيرة إلى أن ذلك لا يوجد إلا في مدارس محدودة في العاصمة الرياض، وتعتبر المرزوقي أن وعي أولياء الأمور وبحثهم عن المدرسة الأفضل ساعد في إيجاد تنافس قوي بين المدارس الأهلية وكوادرها، التي تهدف بدورها إلى استقطاب الطلاب وأولياء أمورهم. ومن جانب آخر تحدثت عن تفاؤلها بالعام المقبل 2010، إذ ترى أنه سيكون عام نجاح سيدات الأعمال في السعودية وتفوقهم على الرجال في كثير من المجالات، معتبرة أن ذلك ظهر على الساحة من خلال وجود أسماء نسائية تدير كبرى الشركات في السعودية وتسهم في إنجاحها على مستوى السعودية ومنطقة الشرق الأوسط. وتقول عن ذلك: «الكثير من المراكز القيادية خلال الفترة المقبلة ستكون للسيدات من دون غيرهن لما يتمتعن به من قدرة ومعرفة وتركيز وإخلاص وتفانٍ في عملهن على عكس كثيرين ممن لهم سنوات في مراكز قيادية لم يحققوا أي تقدم أو نجاح كبير ملموس». وعن مجالات استثمار المرأة بشكل عام طالبت المرزوقي بأن يكون هناك مرونة أكثر، وان يكون هناك ثقة في ما تقدمه سيدات الأعمال في السعودية، وان «يؤمن الرجل بشكل عام بما نقدمه نحن السيدات بشكل عام وفي مختلف المجالات». وحول وضع سوق المال بشكل عام وانه سبب في ظهور أسماء لسيدات أعمال في مختلف المجالات، وانه كان سبباً رئيساً لكثر منهن، قالت المرزوقي: «الاستثمار والمضاربة في سوق الأسهم يحققان أرباحاً سريعة، إلا أننا يجب ألا ننسى أن درجة المخاطرة فيهما مرتفعة، وتكون الخسارة أسرع من الربح، شخصياً لا أرى في ذلك مشكلة إذا كانت المستثمرة تملك خلفية جيدة عن السوق، وتحسن قراءة حركة المؤشر وتتابع أخبار الشركات وقوائمها المالية وغير ذلك من الأمور الفنية والتحليلية».