أهل اللغة والأوزان يعيشون طفرة كلمات وأسماء على وزن «فاعل»، وأصبحت أي كلمة على هذا الوزن وتنتهي بحرف الراء تلفت انتباه المستمع، القارئ، وحتى المراقب التنموي، والراصد الاجتماعي، فكثير من الخدمات والبرامج ارتبطت بهذا الوزن، ربما لأنه الأكثر قرباً للفعل والإنجاز، وربما أنها المصادفة الاتصالية. وفي موسم المطر حضرت خلال اليومين الماضيين صحافياً وإلكترونياً خدمة «حاذر» التي أطلقتها أمانة منطقة الرياض، وأدت دوراً في انسيابية حركة المرور في الرياض أثناء هطول الأمطار، إذ قدمت معلومات للسائقين عن المناطق الحرجة التي تشهد تجمعات السيول أثناء هطول الأمطار... النظام يعمل على الهاتف الجوال، ويقدم من الأمانة مجاناً للمواطنين ساكني مدينة الرياض لتحذيرهم، إذ يسمح لمستخدمه بمعرفة أماكن تجمع المياه بحسب البلدية والحي لأخذ الاحتياطات اللازمة مع إظهار الموقع على الخريطة الإلكترونية وهو يستخدم الموقع الجغرافي لحامل جهاز الجوال لتظهر له المواقع الحرجة القريبة. وأيضاً تتيح هذه الخدمة للمواطن أن يبلغ طوارئ الأمانة عن نقطة حرجة جديدة غير موجودة في قاعدة بيانات الأمانة وتصويرها وإفادة جميع مستخدمي النظام بهذه البيانات بسرعة، والحق أن هذه التطبيقات إن كانت واقعية ستوفّر على الناس وعلى جهات حكومية كثيراً من العناء والمشقة، وشخصياً لم أجربها لأنني لم أشترك، وسأفعل، وأطلب من الجميع أن يفعلوا لأنها خدمة تقنية محترفة، كونها متاحة على غالبية الأجهزة، وهي إنسانية ضمن واجبات الأمانة كونها مجانية. هذا الموسم شهدنا انتهاء بعض مشاريع جدة في ما يتعلق بالسيول والأمطار، وتبدو الأمور في طريقها الصحيح كما وعد الحاكم الإداري ونفّذ، وفي العاصمة الرياض ننتظر أيضاً، فهناك واديان عظيمان، الأول وادي حنيفة وتم تأهيله في مشروع بيئي حظي بإعجاب الناس، وتقدير المختصين محلياً ودولياً، والثاني هو وادي السلي الذي تقود أمانة منطقة الرياض المهمة الأصعب في إعادة تطويره وتأهيله، وهي مهمة صعبة، لأن وادي السلي يقطع الرياض من مطار الملك خالد الدولي شمالاً إلى خشم العان جنوباً بطول 103 كيلومترات، وهناك عدد من العقبات في طريق هذا المشروع الذي يعتبر طوق النجاة للعاصمة من كوارث السيول لوقوع عدد من المخططات المعتمدة على امتداده، إلى جانب عدم وجود مجارٍ لتصريف السيول في كثير من الشوارع والأراضي الواقعة على جانبي ووسط الوادي. قد لا يعرف كثير من سكان الرياض حالياً أن هناك وادياً كبيراً وشهيراً يخترق مدينتهم وربما يمر حتى بمنازلهم بهذا الاسم، نظراً إلى اختفاء معظم معالمه نتيجة الامتداد العمراني السريع بالرياض، وما صاحب ذلك من تغيّرات عدة في المدينة، لاسيما في الأجزاء الشرقية منها. الأمانة وضعت التصاميم والشروحات لمشروع التأهيل البيئي لوادي السلي، وهو مشروع يشبه الحلم يحتاج إلى الدعم الحكومي لجهة المال، وأيضاً إلى الدعم منا جميعاً لجهة تكرار المطالبة باعتماده، وحث أهل الملكيات فيه وحوله على التعاون مع الأمانة. [email protected] twitter | @mohamdalyami