صعّد قادة إسرائيل مواقفهم ضد حركة «حماس» بعد اتهامها بقتل ثلاثة مستوطنين عثر على جثثهم أول من أمس شمال مدينة الخليل، فيما اتخذت الحركة احتياطات أمنية وتوعدت تل أبيب بفتح «أبواب جهنم» إذا أقدمت على أي تصعيد ضدها. (للمزيد) والتأمت الحكومة الأمنية المصغرة في إسرائيل مجدداً مساء أمس للنظر في سبل الرد على مقتل المستوطنين وسط شبه إجماع بين سدنة الدولة العبرية على وجوب توجيه «ضربة قاتلة» لحركة «حماس» و «تصفية الحساب» من خلال شن «حرب بلا هوادة» على قادتها وبنيتها التحتية في الضفة الغربية وقطاع غزة، لكنهم اختلفوا حول ما إذا وجَب الإعلان أيضاً عن مشاريع بناء جديدة في المستوطنات في أراضي العام 1967، اقتصاصاً من الفلسطينيين. واعتبر وزير الدفاع موشيه يعالون في بيان: «حماس مسؤولة عن خطف وقتل الشبان، ونحن نعرف كيف نصفي حسابنا معها»، فيما شن الطيران الحربي الإسرائيلي ليل الإثنين- الثلثاء نحو ثلاثين غارة جوية على أهداف مختلفة في قطاع غزة، بينها مواقع تابعة لحركتي «حماس» و «الجهاد الإسلامي»، ما أوقع أربعة جرحى، بينما أشار متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إلى أن ثمانية صواريخ أطلقت من غزة سقطت في جنوب إسرائيل من دون التسبب بإصابات. كما قتل الجيش الإسرائيلي شاباً في مخيم جنين، ودمر منزلي الشابين المتهمين بالوقوف وراء خطف وقتل المستوطنين الثلاثة في مدينة الخليل، واعتقل عدداً من المواطنين في الضفة الغربية. وحذرت «حماس» إسرائيل من مغبة اختبار صبرها في خطاب يحاكي خطاباً إسرائيلياً مماثلاً، فيما تعهدت «الجهاد الإسلامي» بالدفاع عن «شعبنا». وقالت «حماس» في تصريح صحافي مقتضب جداً أمس، إن «على الاحتلال عدم اختبار صبر حماس طويلاً». وبعدم مبالاة ظاهرة، اعتبرت الحركة أن «تهديدات الاحتلال باستهداف قادتها لا تخيف القادة ولا شعبنا الفلسطيني». وتعهدت في حال إذا «فرضت» أي معركة على الحركة والشعب الفلسطيني «سيكتشف الجميع مدى هشاشة العدو الإسرائيلي». وفيما قال باسم نعيم القيادي في «حماس»، إن حركته «تأخذ تهديدات الاحتلال الإسرائيلي على محمل الجد، والحركة لا تأمن الغدر من الاحتلال»، توعد الناطق باسم «حماس» سامي أبو زهري بأن الحركة ستفتح «أبواب جهنم إذا أقدم الاحتلال الإسرائيلي على أي تصعيد أو حرب». ودان مجلس الوزراء الفلسطيني في نهاية جلسته امس في رام الله الغارات العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة والهجمة العسكرية الإسرائيلية الواسعة النطاق والمستمرة ضد المدنيين الفلسطينيين في الضفة الغربية.