كشفت مصادر في وزارة التربية والتعليم ل«الحياة» عن وجود تمييز بين المدارس من ناحية تخصيص الموازنات وتوفير الإمكانات، لاعتبارات تتعلق بالمشاركة في تصنيفات وجوائز عالمية. وقالت المصادر إن الوزارة تدخل كل عام بثلاث أو أربع مدارس للمشاركة في جائزة الشيخ حمدان بن راشد لأفضل مدرسة، وبناء على ذلك يتم تخصيص موازنات خاصة لهذه المدارس، لإعادة هيكلتها وتجهيزيها تجهيزاً عالي الجودة، في محاولة من الوزارة لحجز تصنيف متقدم في الجائزة. في الوقت نفسه، تعاني مدارس حكومية ليست قليلة من ضعف الخدمات والإمكانات، في حين تغدق وزارة التربية والتعليم عبر برنامج «الملك عبدالله لتطوير التعليم في المملكة» على مدارس أخرى، لتوفير أدق الكماليات التعليمية، على رغم أن المشروع يستهدف إعادة هيكلة مدارس التعليم العام بما يكفل توفير بيئة آمنة ومناسبة للطلاب والطالبات. وبرّر المصدر تحركات الوزارة بهذا الخصوص بأن «مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم يسير بشكل تدريجي، ويستهدف بعض المدارس في البداية، وسينظر في حال المدارس الأخرى في وقت لاحق، لما يتطلبه الأمر من جهد». وأضاف: «يجب عليها إعادة بناء المدارس القديمة من جديد، وهو أمر صعب في الوقت الراهن، لذلك فالوزارة تدخل كل سنة بثلاث مدارس أو أربع للمشاركة في جائزة الشيخ حمدان بن راشد لأفضل مدرسة». وتابع: «تسير الوزارة بحسب خطة مرسومة، تطبق من خلالها المعايير الموضوعة، وتعاد هيكلة المدارس وتجهيزيها على مستويات جودة عالية، لذلك نجد التفاوت في موازنات المدارس». نموذجان متناقضان لمدرستين حكوميتين تقعان في العاصمة، يظن المتجول فيهما أنهما لا تتبعان للجهة نفسها، فإحداهما «مدللة» والأخرى أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها «منسية» بالمقارنة، ففي مدرسة إبراهيم النخعي المتوسطة (جنوبالرياض) ستجد كاميرات منتشرة في زوايا المدرسة الداخلية والخارجية، إلى جانب غرفة مراقبة مليئة بالشاشات، التي تعرض ما تصطاده الكاميرات، إضافة إلى قاعات مدرسية عالية الجودة، بها ميزات «مدهشة»، إلى جانب أعداد مثالية للطلاب في الفصول، لأن الوزارة ستنافس من خلالها على نيل «جائزة الشيخ محمد بن راشد لأفضل مدرسة»، لذلك كان لزاماً على الوزارة أن تصب دعمها لتخرج بأبهى صورة. على النقيض، تظهر مدرسة البحتري المتوسطة في حي عتيقة (وسط الرياض) بحال «رثة»، بشبابيك مهشمة وبساحات غير منظمة تتسبب نتوءاتها و«الصبات الخرسانية المتوزعة في أرجائها في إصابات للطلبة، إضافة إلى فصول ضيقة مكتظة بالتلاميذ، فضلاً عن ضعف شبكة المياه، لدرجة تجعل إدارتها تستعين بدورات مياه المساجد! ويشتكي أبو تركي الذي يدرس نجله في مدرسة البحتري من سوء المبنى المدرسي، ويقول: «تفتقد المدرسة إلى البيئة المناسبة، فالمبنى قديم ومتهالك، ويعاني من شح المياه، فضلاً عن ضعف الصيانة». ويضيف: «زرت المدرسة لأقف على وضع ابني، فلم أجد ذلك المبنى الذي يتواكب مع قدرات وزارة التربية والتعليم»، متسائلاً عن سبب إنفاق الوزارة ملايين الريالات على مدارس دون أخرى. وتابع: «عندما وجهت سؤالي لمدير المدرسة، عن الأسباب وراء تدني وضع المدرسة، فكان جوابه أنه ينتظر الدعم من الوزارة بعد أن أرسل عدداً من الخطابات». في المقابل، يظهر محمد العريشي سعادته بالتقنية العالية المتوافرة في المدرس التي يتعلم فيها ابنه (مدرسة النخعي)، ويقول: «تعد هذه المدرسة الحكومية أحد النماذج التي يتسابق عليها أولياء الأمور لتسجيل أبنائهم بها، لارتفاع مستوى وسائل التعلم فيها، وإجراءات السلامة والفصول الدراسية المعدة لذلك، إذ سبق للمدرسة أن دخلت مسابقة الشيخ حمدان بن راشد لأفضل مدرسة.