نظم الاتحاد الافريقي والمبادرة الجديدة للتنمية في افريقيا (النيباد) في العاصمة الليبية طرابلس، اليوم الاحتفالي الخاص بالبرنامج المندمج لتنمية الزراعة في افريقيا، على هامش الدورة العادية الثالثة عشر لقمة الاتحاد الافريقي التي تعقد اليوم في مدينة سرت، حول موضوع «الاستثمار الزراعي من أجل تحقيق النمو الاقتصادي والأمن الغذائي». ويهدف البرنامج المندمج لتنمية الزراعة في افريقيا، وهو المبادرة التي تمخضت عن قمة (مابوتو) المنعقدة عام 2003، إلى تسريع نسق تنمية القطاع الزراعي من أجل القضاء على الجوع، والحد من الفقر وعجز الأمن الغذائي، ومضاعفة حظوظ المنافسة في الأسواق الموجهة للتصدير. وكانت هذه الاحتفالية فرصة لتأكيد أهمية الزراعة في القارة الافريقية، حيث يعيش أكثر من 80 في المئة من السكان من عائدات الزراعة، إضافة إلى درس إمكانات تمويل هذا القطاع من أجل مضاعفة إنتاجيته وتحديث الصناعة الغذائية والولوج إلى الأسواق الإقليمية والدولية. وأكد وزير الزراعة في الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمى أبو بكر المنصور، أن الأزمات التي يعاني منها العالم أثرت مباشرة على الأمن الغذائي العالمي، وعلى الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي أن تتصدى إلى التحديات بالتركيز على الموارد المائية والأراضي الزراعية والخضراء في القارة الأفريقية. وطالب بضرورة مضاعفة الاستثمارات والمحافظة على الموارد الطبيعية وتطوير مراكز البحوث من أجل مكافحة عجز الأمن الغذائي، داعياً دول الاتحاد الافريقي وشركاء التنمية، إلى دعم تنفيذ البرنامج المندمج لتنمية الزراعة في افريقيا. وشدد نائب رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي إراستوس موانشا في كلمته الافتتاحية، على جسامة المسؤولية المنوطة بعهدة الأطراف المتدخلة في قطاع الزراعة. وأكد ضرورة بلورة استراتيجيات تنموية لفائدة الفئات الضعيفة. كما أشار إلى معاناة قطاع الزراعة من ندرة الاستثمارات، إضافة إلى الجبايات الجمركية التي تعوق منافسة المنتجات الافريقية على الصعيد القاري والدولي. وحث موناشا على بلورة مخططات لمجابهة الواقع بطريقة استراتيجية من أجل أن تحقق القارة الافريقية الأهداف الإنمائية المتعلقة بالنمو الاقتصادي ومكافحة الفقر، وبيّن أن الحل يكمن في تنفيذ البرنامج المندمج لتنمية الزراعة. واختتم بالتذكير أن الهدف من تنظيمه اليوم الاحتفالي، هو العمل على تقوية دور الزراعة في تنمية اقتصادات القارة الافريقية. وأكدت المفوضة المكلفة بالاقتصاد الريفي والزراعة في الاتحاد الافريقي رودا بيس تسينومي ما كان صرح به نائب رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي في هذا الشأن. ووصف ممثل المانحين الاحتفالية «بالسبق السريع نحو الزراعة الافريقية» بحيث يجب الاحتفال بكل إنجاز في الميدان الزراعي. وأكد في هذا الصدد التزام شركاء التنمية بمنح المساعدة المالية المباشرة علاوة على المساعدات الفنية من أجل دعم البرنامج المندمج لتنمية الزراعة في افريقيا، مشدداً على ضرورة تنفيذ مشاريع ملموسة من أجل تحقيق التحديات وتقوية القدرات والمخططات الاستثمارية التي تهدف إلى الاستجابة لتطلعات شركاء التنمية في القطاع الخاص والمجتمع المدني. وبيّن المستشار الزراعي في النيباد ريشارد ماكنداوير، أن التوجهات الحالية المتعلقة بإنتاج مواد الغذاء، تشير إلى أن البلدان الافريقية ليست قادرة على الحد بصفة كبيرة من الفقر وسوء التغذية، ولكن بفضل التزامات الحكومات الافريقية وشركاء التنمية المتعلقة بسياسات البرنامج المندمج للتنمية الزراعية، سجّلت خطوات متقدّمة من أجل تحقيق أهداف الألفية للتنمية بخاصة المتعلقة بالحد من الفقر.