تونس - يو بي أي - قضت دائرة الإتهام التاسعة التابعة لمحكمة الإستئناف بتونس العاصمة في ساعة متأخرة مساء يوم الجمعة، بتسليم البغدادي المحمودي، آخر رئيس حكومة في نظام العقيد معمر القذافي إلى السلطات الليبية الجديدة. ونقلت الإذاعة التونسية الحكومية اليوم السبت عن مصدر رسمي قوله إن قرار تسليم المحمودي جاء بعد أن رفضت المحكمة المذكورة طلبا بتأجيل التسليم كانت هيئة الدفاع عنه قد تقدمت به. وأشارت إلى أن هذا قرار التسليم اتخذ في غياب البغدادي المحمودي عن جلسة المحاكمة التي تم خلالها النظر في تسليمه إلى السلطات الليبية الجديدة، حيث برر مبروك كورشيد منسق هيئة الدفاع عنه هذا الغياب بما وصفه ب"تهديدات بالقتل" تلقاها المحمودي. وكان القضاء التونسي قد قرر في الثامن من الشهر الجاري تسليم البعدادي المحمودي إلى السلطات الليبية الجديدة، ما يعني أن القرار الذي أُتخذ مساء أمس يبقى شكليا، خاصة وان عملية التسليم من عدمها تبقى من صلاحيات الرئيس التونسي الذي يتعين عليه التوقيع على أمر التسليم. ولا يستطيع الرئيس التونسي التوقيع على مثل هذا الأمر بإعتبار ان المحمودي كان قد تقدم إلى المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة بطلب للحصول على صفة اللاجئ السياسي، حيث يُتوقع أن تنظر في طلبه خلال الشهر المقبل. يشار إلى أن المحمودي، الموجود حاليا داخل أحد السجون التونسية، كان قد اعتقل في 22 سبتمبر الماضي بينما كان يعتزم مغادرة تونس بإتجاه الجزائر بصحبة 3 أشخاص آخرين، حيث تم توجيه تهمة له تتعلق بدخول التراب التونسي بطريقة غير شرعية. وأصدرت محكمة تونسية بعد يوم واحد من اعتقاله، حكما يقضي بسجنه لمدة 6 أشهر نافذة، غير أن محكمة الإستئناف التونسية قضت في 27 من الشهر الماضي ببراءة المحمودي، لكن السلطات التونسية ابقته داخل السجن.