نفذت وزارة العدل العراقية أمس حكم الإعدام ب12 مداناً بالإرهاب، بينهم متهمون في قضية «عرس الدجيل» الشهيرة. لكن أحكام الإعدام على ما أعلن مجلس القضاء الأعلى لم تكن عن تلك القضية، بل عن قضايا أخرى. وبذلك تكون الحكومة نفذت 23 حكماً بالإعدام خلال الأيام العشرة الماضية ويتوقع تنفيذ 15 حكماً جديداً بداية الأسبوع المقبل. وقال المدير العام لدائرة الإصلاح في وزارة العدل، اللواء حامد الموسوي في بيان، تسلمت «الحياة» نسخة منه، إن «تنفيذ أحكام الإعدام أمس شمل 12 مداناً بارتكاب جريمتي عرس الدجيل والغاز بينهم فراس الجبوري». والأخير ناشط في مجال منظمات المجتمع المدني دين بتنفيذ تلك العمليات. وأوضح الموسوي أن «أحكام الإعدام تم تنفيذها بحضور الجهات الرسمية المسؤولة عن متابعة التنفيذ». وأضاف البيان إن «تنفيذ أحكام الإعدام بحق عتاة المجرمين يشكل جانباً ردعياً من شأنه الحد من تكرار هذه الجرائم التي هددت أمن البلاد وانتهكت حرمة شعبه». وأورد البيان أسماء المنفذ بهم الإعدام، وفقاً لإحكام المادة (4/ إرهاب) وهم : فراس حسن فليح الجبوري وحسن فليح حسن الجبوري وحيدر متعب عبد القادر ومازن صالح علي محمود وفاضل عواد سلمان داود وسيف حمادي أحمد حمادي وحكمت فاضل إبراهيم ومحمد عبيد سليمان عودة وعمر شمس عطية وعثمان عبد حريش محمود وعبد الرحمن مزهر حمادي ويوسف محمود عباس سلمان. وكانت رئاسة الجمهورية صادقت في 31 الشهر الماضي على «أحكام الإعدام الصادرة بحق 15 مداناً في قضية الغاز وعرس الدجيل». لكن الناطق باسم مجلس القضاء الأعلى عبد الستار بيرقدار أكد في تصريح إلى «الحياة» أن «مجموعة فراس الجبوري تم إعدامها على خلفية تورطها في قضية قتل العاملين في محطة تعبئة الغاز في الدجيل حيث أثبتت التحقيقات تورطه بتلك الجريمة». وتابع إن»حكم الإعدام الذي تم تنفيذه بحق الجبوري ومجموعته لا علاقة له بجريمة عرس الدجيل إذ أن التحقيق في تلك الجريمة لم ينته بعد، لكن ثبوت الأدلة الجرمية التي تؤكد تورط المدانين بمن فيهم الجبوري بجريمة قتل بائعي الغاز كان سبباً لعقوبة الإعدام وسرعة تنفيذ الحكم جاءت بسبب مصادقة رئاسة الجمهورية على الأحكام». وقال إن «قرارات تنفيذ الأحكام الصادرة بحق المتهمين المتورطين بأكثر من قضية تكون رهن بسرعة المصادقة على الأحكام وهذا ما حصل مع الجبوري ومجموعته». وأكد مصدر في وزارة العدل في تصريح إلى «الحياة» أن «الوزارة نفذت 23 حكماً بالإعدام خلال الأيام العشرة الماضية بدءاً من 16 الشهر الجاري وصولاً إلى اليوم الخميس (أمس) موعد تنفيذ حكم الإعدام بمجرمي حادثتي عرس الدجيل والغاز». وأوضح المصدر الذي رفض كشف اسمه أن «سجن التسفيرات في تكريت الذي شهد أعمال شغب قبل يومين كان يضم بين نزلائه حسن فليح حسن الجبوري شقيق المدبر لحادثة عرس الدجيل فراس الجبوري، وبسبب استقدام الأول إلى بغداد لتنفيذ حكم الإعدام بحقه نفذ الموقوفون احتجاجاً استمر لساعات إلا أن شرطة مكافحة الشغب سيطرت على الموقف وأعادت الأمور إلى وضعها الأول». وأشار إلى أن «حكم الإعدام الذي تم تنفيذه أمس بحق مجموعة الجبوري تم وسط حضور حشد من ذوي ضحايا عرس الدجيل». وأشار إلى أن وجبة جديدة من المحكومين بالإعدام (15 شخصاً) سيتم تنفيذ الأحكام بحقهم مطلع الأسبوع المقبل. وكان فراس الجبوري ومجموعته اتهموا بقتل 70 شخصاً خلال عرس في منطقة الدجيل الشيعية شمال بغداد عام 2006، لكن معلومات أفادت أن التحقيقات كشفت أن المجموعة نفذت عملية قتل عدد من بائعي أسطوانات الغاز في المنطقة نفسها.