لندن - أ ف ب (خدمة دنيا) - قبل عشرين سنة، توفي فريدي ميركوري إثر إصابته بمرض الإيدز، لكن نجم فرقة «كوين» الأسطوري يلمع اليوم أكثر من أي وقت مضى في سماء الروك العالمي، ولا تزال الفرقة البريطانية تواصل نجاحها. وتعتبر «كوين» من الفرق التي باعت أكبر عدد من الأسطوانات في العالم، علماً أن غالبية المبيعات حصلت بعد وفاة المغني. ودخلت أغان من كتابة ميركوري نفسه، مثل «بوهيميان رابسودي» و «دونت ستوب مي ناو»، تاريخ الروك وأعلن فنانون كثر من الجيل الجديد، أمثال ليدي غاغا وروبي وليامس وفو فايترز وميوز، أنهم تأثروا بموسيقى «كوين». وتعتبر الحفلات التي غنى فيها ميركوري «وي آر ذي تشامبيونز»، و «كيلر كوين»، و «كريزي ليتل ثينغ كولد لوف»، فريدة من نوعها. كما إن مسرحية «وي ويل روك يو» الغنائية التي أطلقت عام 2002 وتكرّم نجاح «كوين»، جابت العالم بأسره ولا تزال تعرض في لندن، علماً أنه يجري التحضير حالياً لفيلم عن حياة ميركوري. وتوفي ميركوري عن 45 سنة، في لندن، في 24 تشرين الثاني (نوفمبر) 1991، جراء التهاب رئوي ناجم عن مرض الإيدز الذي أصيب به قبل ذلك بسنوات. وقال عازف الغيتار في فرقة «كوين»، براين ماي: «مع أنه لم يعد بيننا جسدياً هو حاضر اليوم أكثر من أي وقت مضى. كان يعشق الحياة ويحتفل بكل دقيقة منها، وهو كمذنّب كبير يترك خلفه نوراً سيسطع لأجيال عدة مقبلة». وفي مونترو في سويسرا، وتحديداً على ضفاف بحيرة ليمان، شيّد تمثال لميركوري يمثّل المغني وقبضته مرفوعة نحو السماء وهي وضعية كان يكررها في كل حفلاته. والمغني الذي اشتهر بمظهره الغريب، مع شاربين وشعر مصفف وقميص بلا كمّين يكشف عن عضلات صدره، أخفى مرضه ومعاناته لفترة طويلة ولم يشتك يوماً. وفي مقابلة عام 1987، قال إنه لا يخاف من أن يصبح عجوزاً ثرياًَ ووحيداً، «فقد عشت حياتي إلى أقصى الحدود ولا يهمني إن متّ غداً، لقد حققت كل ما أردت تحقيقه». ولم يكشف المغني عن إصابته بالإيدز إلا عشية وفاته في بيان، قبل ساعات من دخوله في غيبوبة. وقد ساهمت حالته في رفع الوعي حول أخطار الفيروس وفي الدعوة إلى عدم إطلاق الأحكام على المصابين به. وولد فريدي ميركوري، واسمه الحقيقي فاروق بولسارا، عام 1946 في عائلة من أصول هندية تعيش في جزيرة زنجبار، وتلقّى تعليماً بريطانياً في مدرسة داخلية هندية. وكان خجولاً في مراهقته، وانتقل مع عائلته إلى لندن هرباً من الثورة التي اندلعت في زنجبار عام 1964. وكان العيش من دون ميركوري صعباً على أفراد فرقة «كوين» الذين حاولوا عبثاً أن ينطلقوا بمفردهم. ونجح براين ماي، وعازف الدرامز روجر تايلور، أخيراً، في إدارة هذا الإرث والحفاظ عليه من دون عازف الباص جون ديكون الذي أوقف مسيرته الفنية. وفي عام 2005، قرّرا إعادة تشكيل الفرقة مع مغني فرقة «فري» السابق، بول رودجرز، وأطلقوا عليها اسماً مختلفاً هو «كوين بلاس بول رودجرز». وتولّد عن هذه الخطوة ألبوم جديد عام 2008 بعنوان «ذي كوزموس روكس»، تبعته جولة أوروبية طويلة عاد بعدها رودجرز إلى الغناء المنفرد. وضمن هذه الجولة، أحيت الفرقة حفلة في أوكرانيا، حضرها 350 ألف شخص، وأثبتت أن فريدي ميركوري وفرقته لا يزالان يحتلان مكانة خاصة في عالم الروك.