بعد انتهاء موسم الحج بدأت الأحاديث في المجالس والمواقع الإلكترونية عن تدفق الحجيج والوقوف في عرفة والزحام الذي يزيد مع الوقت مهما عملت حكومتنا الرشيدة من توسعة للحرمين الشريفين، فالناس في تدفق مهيب، إذ ذكرت لي وإحدى صديقاتي التي كتب الله لها الحج هذا العام أن الزحام خانق لو توقف حاج واحد لقاموا الحجاج بدهسه، وبعصبية مفرطة قالت لماذا الحج لا يكون إلا في شهر الحج؟ فجأة، وإذ بجيوش من الأسئلة تتضارب في رأسي؟ لماذا نحجر واسعاً والدين يسر وسهولة لماذا يكون الحج في شهر ذي الحجة فقط؟ ألم يقل الله سبحانه وتعالى في محكم تنزيله (الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج)؟ فيما في آية أخرى (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه). ابتلعتني بئر من الأسئلة وبدأت أتخبط وأبحث عن حبل استمسك به ليخرجني الله من ظلمة الأسئلة التي وقعت بعدها، فقرأت قولة سبحانه: (واذكروا الله في أيام معدودات فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه)، وآية أخرى (وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات)، إذا هنا تأكيد من الله أن الحج أيام معدودات ومعلومات، على رغم الردود والأجوبة التي وصلتني على أن الحج عرفة لم أجد إلا تأكيد أن الحج أيام معلومات معدودات من فرض على نفسه الحج في أشهر الحج (فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج). وقد قيل: إن الحج أشهر معلومات لا تحتاج إلى تخصيص كما احتاج الصيام، فمن فرض فيهن أي أحرم به لأن الشروع فيه فرض، كما استدل الشافعي بها على أنه لا يجوز الإحرام قبل أشهره وهن في صحيح البخاري شوال وذو القعدة وذو الحجة إلى طلوع الفجر من يوم النحر، قال تعالى (والفجر وليال عشر)، وقال سبحانه (تلك عشرة كاملة)، وفي الأثر عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «من السنة ألا يحرم بالحج إلا في أشهر الحج» وهذا القول مروي عن كثير من الصحابة والتابعين والفقهاء.وحين نرى كل تلك الآيات المبينات ألا يجب علينا أن نتفكر فيها، ألم ينزل القرآن بلسان عربي مبين على الرسول الأمي صلوات الله عليه لثقلين واضح مبين؟ القرآن واضح بيّن لا يحتاج حتى أن نجادل فيه، إذ قال سبحانه: (وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات)، وقال سبحانه: (وأن أتلو القرآن فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فقل إنما أنا من المنذرين) لما يقل وأن أفسر القرآن! يطرح قلمي بين أيديكم كثيراً من الأسئلة والاستشهادات لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد. [email protected]