يواصل خمسة شبان العمل من الساعة السادسة صباحاً، وحتى الحادية عشرة قبيل منتصف الليل، في موقع سوق عكاظ من أجل نحت 50 عبارة من بينها أبيات من معلقات الشعر الجاهلي، وعبارات إرشادية لمرافق السوق باللغتين العربية والإنكليزية، وشعار سوق عكاظ على صخور الجرانيت، جلبت من مواقع شتى من المحافظة، لتكون بديلاً للوحات الإرشادية التقليدية. وأوضح رئيس لجنة الفنون التشكيلية في جمعية الثقافة والفنون في الطائف النحات محمد الثقفي أن العمل بدأ في نحت العبارات والأشعار وشعار سوق عكاظ على الصخور التي سيتم نثرها في موقع السوق منذ أول من أمس، مشيراً إلى أن العمل على رغم مشقته إلا أن الشبان الذين يؤدونه، مستمتعون بالعمل التاريخي الذي سيخلد عملهم ما بقي سوق عكاظ. وأشار الثقفي إلى أنه بعد أن تم تكليفه من قبل رئيس اللجنة الرئيسة محافظ الطائف فهد بن عبدالعزيز بن معمر تم البدء في تحديد الصخور المناسبة، وجرى اختيار صخور الجرانيت لتوافقها مع الطبيعة الجغرافية للمنطقة أولاً ثم لأن الحفر عليها يبقى خالداً ولا يزول بعوامل التعرية. ولفت إلى أن الصعوبة تكمن في كتابة أبيات الشعر وتستغرق وقتاً وجهداً كبيرين من قبل النحاتين، مشيراً إلى أن العملية تبدأ بكتابة العبارات بالخط العربي «الكوفي الحديث» على الصخور، ثم البدء بنحتها، مشيراً إلى أن أدوات النحت تم جلبها من الرياض ومن سوريا، وقد ساهمت كثيراً في تسهيل المهمة للنحاتين. وأكد أن الصخور التي يتم النحت عليها كبيرة جداً، وقد تحتاج لرافعتين من أجل تحريك الصخرة الواحدة منها ، مضيفاً أنه حرص على أن يظفر بشرف المشاركة في نقش عبارات سوق عكاظ والتي تعد الفكرة الأولى التي تنفذ في السوق منذ إعادة إحيائه، مشيراً إلى أنه بمثابة تخليد لفن النحت الحديث وتسخير له لإعادة بريق سوق عكاظ التاريخي على الصخور في منظر جمالي يجمع بين أصالة الماضي ورؤية السوق الحديثة. من جانبهم، اتفق النحاتون المشاركون في العمل مع رئيس اللجنة على أن العمل تاريخي ومكسب لكل نحات وتخليد لإبداعاته، مشيرين إلى أن هناك ظروفاً قاسية تواجههم، لكنهم مع الإصرار سيتغلبون عليها ومنها ضيق الوقت، حيث سيتم نحت هذه العبارات خلال نحو 10أيام أو أقل، إضافة إلى الظروف المناخية، منها حرارة الجو والغبار الذي يجتاح الموقع بين الحين والآخر . وأشار الفنان التشكيلي والنحات فهد القثامي إلى أنه نال شرف الفوز بالجائزة الأولى لسوق عكاظ في الفن التشكيلي في دورته الثانية العام الماضي ونال هذا العام شرف المشاركة في نقش عبارات السوق على صخور الجرانيت. وذكر أن العمل شاق جداً ولكنه مساهمة وطنية وتخليد للإبداع يتمناه كل فنان. وذكر النحات سامي القثامي والنحات صالح الثمالي أنهما يشاركان لأول مرة في عمل وطني تاريخي بهذا الحجم، مشيرين إلى أنهما يواصلان العمل يومياً لنحو 17ساعة وذلك من أجل إنجاز العمل قبل موعد افتتاح السوق بوقت كاف.