القاهرة، برلين، باريس - رويترز، أ ف ب - دعا الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي أمس، إلى تهدئة الوضع في مصر و «ضبط النفس»، مع استمرار المواجهات الدامية بين قوات الأمن والمحتجين، وحض جميع الاطراف السياسيين على استكمال عملية التحول الديموقراطي، فيما دعت ألمانيا إلى وقف العنف وضمان إجراء انتخابات حرة ونزيهة. وطالبت المجلس العسكري «بأخذ المطالب السياسية والمخاوف المبررة للشعب على محمل الجد». وأعرب العربي في بيان عن «بالغ القلق» ازاء اشتباكات في ميدان التحرير. ودعا إلى «ضرورة التحلي بأعلى درجات المسؤولية وضبط النفس»، مؤكداً في الوقت ذاته على «حق التعبير عن الرأي والتظاهر السلمي مع الحرص على حماية المنشآت والمصالح الحيوية للدولة». وناشد «جميع القوى السياسية العمل على التهدئة والعودة إلى المسار السياسي والمضي قدماً في عملية التحول الديموقراطي على أسس الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية التي قامت من أجلها ثورة 25 يناير». من جهة أخرى، قال وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيله في برلين أمس، إن السلطات المصرية يجب أن توقف العنف وأوصاها «بأخذ المطالب السياسية والمخاوف المبررة للشعب على محمل الجد». وأضاف: «من المهم الآن أن تضمن كل المؤسسات الحكومية وكل الاطراف المعنية، بما في ذلك القيادة العسكرية بيئة سلمية لإجراء انتخابات حرة ونزيهة عبر الحوار». ورأى أن مصر في حاجة إلى تهيئة «مناخ مناسب للانتخابات المقبلة تشمل وقف العنف، وأيضاً احترام البشر والحقوق المدنية». وأشار إلى أن مصر تلعب «دوراً مهماً» في المنطقة لضمان نجاح «الربيع العربي». الى ذلك، أعربت أوساط سياسية إسرائيلية عن قلقها من «الفوضى العارمة» التي تعيشها مصر منذ أيام، بحسب توصيفها، وقالت إن إسرائيل تخشى من انعكاسات «حرب أهلية» عليها، «كما على الأوروبيين والأميركيين الذين يخشون هجرة ملايين المصريين إلى بلادهم». وكرر وزير الدفاع السابق بنيامين بن اليعيزر تحذيراته من أن تخسر إسرائيل «ذخرها الاستراتيجي المتمثل في العلاقات مع مصر»، من دون أن يستبعد مواجهة مباشرة بين البلدين «في المدى غير البعيد». ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن أوساط سياسية إسرائيلية رفيعة المستوى قولها إن ما يحصل في مصر هو «بداية صراع عنيف بين الأخوان المسلمين والجيش». وأضافت أنه، بحسب التقديرات الإسرائيلية، فإن النظام العسكري سينجح على المدى القريب في الصمود ولا يتوقع حل المجلس العسكري الذي يدير البلاد، «بفضل اليد المتشددة التي يستخدمها الجيش مع المتظاهرين خلافاً لسلوكه إبان التظاهرات التي طالبت بتنحي الرئيس السابق حسني مبارك حين وقف على الحياد وترك مهمة التصدي للمتظاهرين لأفراد الشرطة». وتابعت الصحيفة أن جهات إسرائيلية مكلفة تقويم الأوضاع في مصر، تلحظ في الأيام الماضية «محاولات الأخوان المسلمين لتسخين الأجواء عشية الانتخابات» التي تبدأ الأسبوع المقبل. ونقلت عن إحدى هذه الجهات قولها ان «نقطة الضوء الوحيدة تتمثل في حقيقة أن سر ما يحصل افتضح، بمعنى أنه بينما قاد الطلبة الجامعيون والشباب التظاهرات الأولى مطالبين بالعدالة الاجتماعية، نرى الآن بوضوح أن الجهات الإسلامية هي التي تقف وراء التظاهرات، ولذا تدخل الجيش المصري بقوة». وتوقعت أن ينجح المجلس العسكري في السيطرة على الوضع «ولن يسمح للإخوان المسلمين بإطاحته قبل الانتخابات». وفي باريس، عبّرت وزارة الخارجية الفرنسية عن «قلقها الشديد» إزاء المواجهات في مصر، ودعت قوات الامن والمتظاهرين إلى إبداء حس «بالمسؤولية». وقال الناطق باسم الوزارة برنار فاليرو إن «فرنسا قلقة في شدة إزاء المواجهات التي حصلت في الأيام الماضية، وتدين أعمال العنف التي أدت إلى مقتل أكثر من عشرين متظاهراً». ودعا إلى «التحلي بروح المسؤولية من قِبَل الجميع في هذه الايام العصيبة»، مكرراً التعبير عن «دعم فرنسا لمواصلة العملية الديموقراطية في مصر، والتي يفترض أن تؤدي في 2012 الى نقل السلطة الى السلطات التشريعية والتنفيذية المدنية المنتخبة».