كابول - ا ف ب، رويترز - رفضت حركة «طالبان» امس نتائج ال «لويا جيركا» (المجلس التقليدي للاعيان الافغانية)، التي وافقت السبت «بشروط» على شراكة بين كابول وواشنطن. واعتبرت الحركة اعمال ال «لويا جيركا» «مسرحية» تهدف الى الدخول في لعبة الولاياتالمتحدة. وورد في بيان للحركة صدر امس: «قلنا ان اللويا جيركا ستكون مسرحية فقط، ان كل المشاركين فيها يعملون مع الحكومة» الافغانية. واشار البيان الى ان «المواضيع التي تناولتها اللويا جيركا كان الاميركيون يريدونها وحصلت الولاياتالمتحدة على ما كانت تريد بفضل الجيركا». وتجري كابول وواشنطن حالياً مفاوضات صعبة حول «شراكة استراتيجية» ستحدد معايير الانتشار الاميركي في افغانستان بعد انسحاب كامل القوات الاميركية المقاتلة المنضوية في الحلف الاطلسي، والمقرر في نهاية 2014. وعقد مجلس ال «لويا جيركا» الذي يضم نواباً عن الولايات والقبائل والإتنيات والمجتمع المدني، اجتماعاً طارئاً لتحديد كبرى التوجهات في افغانستان السبت، واعتبر ان تلك الشراكة «ضرورية» لكنه وضع شروطاً للتوقيع عليها. وطالب النواب خصوصاً بألاّ يتجاوز التوقيع على تلك الشراكة مدة عشر سنوات قابلة للتجديد، وان تكون للطرفين امكانية فسخها، وان تحترم الولاياتالمتحدة السيادة الوطنية والدستور الأفغاني، وأن تضمن أنها لن تستخدم الأراضي الأفغانية ضد أعدائها في المنطقة. وردت «طالبان» بالقول إنه «خلال السنوات العشر الماضية، عكفت (القوات الاميركية) على تفتيش المنازل الافغانية بعنف واعتقلت الافغان في سجونها (...) ويريد هذا الجيش المتغطرس الاستمرار في همجيته لعشر سنوات اخرى»، مؤكدة ان «الاميركيين سيحملون آمالهم معهم الى قبورهم». ويؤكد الاسلاميون الذين يقاتلون الحكومة الافغانية وحلفاءها في الحلف الاطلسي منذ ان اطيح بنظامهم في نهاية 2001، ان «الحل الوحيد لمشاكل الافغان هو انسحاب القوات الاميركية» من افغانستان. في الوقت ذاته، خرج حوالى ألف شخص معظمهم من الطلاب، إلى الشوارع في شرق أفغانستان امس، احتجاجا على خطط إبرام اتفاق شراكة طويل الامد مع الولاياتالمتحدة. وأبدى المتظاهرون خشيتهم من أن يؤدي الاتفاق إلى تمديد فترة بقاء القوات الأميركية في افغانستان. وأيد قادة الرأي والسياسة في المجتمع الأفغاني فكرة إقامة شراكة استراتيجية مع الولاياتالمتحدة مع بعض المحاذير بعد اجتماع الص»لويا جيركا»، الذي شارك فيه ألفان من شيوخ القبائل. واحتشد المتظاهرون على مشارف مدينة جلال آباد عاصمة إقليم ننغرهار شرق البلاد وأحرقوا دمية للرئيس الأميركي باراك أوباما في إطار احتجاجهم على فكرة بقاء قوات الأميركية في أفغانستان. ومن المقرر أن تنسحب كل القوات الأجنبية المقاتلة من أفغانستان بحلول نهاية عام 2014، على أن يتم تسليم المسؤولية الأمنية إلى الشرطة والجيش الأفغانيين. وعلى رغم ذلك سيبقى هناك بعض الخبراء الأجانب للعمل مع القوات الأفغانية. وقال طالب جامعي شارك في التظاهرة: «إننا نعارض تماما أي وجود أميركي في أفغانستان، فإنهم يقتلون أبناء شعبنا في عملياتهم التعسفية». وحمل متظاهرون آخرون لافتات وهتفوا: «الموت لأميركا، الموت لعبيد الأميركيين». وقال أحد المتظاهرين: «لا نريد أن نكون عبيداً للأميركيين للأبد وصبرنا ينفد. إذا تم توقيع هذا الاتفاق فسنخرج إلى الشوارع كل يوم». وعلى رغم ذلك كان هناك بعض الشروط الرئيسية لتأييد المجلس الأعلى للقبائل لإبرام الاتفاق. وقال مندوبون في إعلان بعد الاجتماع إنهم يعارضون الوجود الدائم للجيش الأميركي في أفغانستان ويطالبون الولاياتالمتحدة بوقف المداهمات الليلية. وتمثل المداهمات عائقاً كبيراً أمام استكمال الاتفاق الثنائي بين أفغانستانوالولاياتالمتحدة. وأثارت هذه المداهمات حالاً من الاستياء بين المدنيين الأفغان. ويقول العديد من الأفغان وبينهم الرئيس حميد كارزاي، إنه يجب وقف المداهمات أو خفضها في شكل كبير.