في لقاء يعتبر الأول منذ سنوات، اجتمع نائب رئيس الحكومة السورية لشؤون الاقتصاد عبدالله الدردري مع وزير الاقتصاد الألماني كارل تيودور تسو غوتنبيرغ، على هامش الملتقى الاقتصادي العربي - الألماني ال 12 ، الذي استضافته برلين على مدى يومين، واتفقا على فتح صفحة جديدة من العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين البلدين، على خلفية التحسن السياسي الطارئ أخيراً على العلاقات الغربية مع سورية. وأعلن الدردري أن وزير الاقتصاد الألماني «وافق على إرسال وفد من «مؤسسة التجارة والاستثمار» التابعة لوزارته، وآخر من «مؤسسة ضمان الصادرات الألمانية» (هرمس) قريباً إلى دمشق للبحث في فرص الاستثمار والتبادل التجاري المشترك». وشاركت سورية كضيف في الملتقى هذه السنة، الذي تنظمه غرفة التجارة والصناعة العربية - الألمانية سنوياً بالتعاون مع اتحاد غرف التجارة والصناعة الألمانية والاتحاد العام لغرف التجارة والصناعة والزراعة للبلاد العربية، وشارك فيه نحو 800 مسؤول ورجل أعمال من العرب والألمان بينهم 150 من سورية، إضافة إلى وزيري الصناعة والسياحة. وشددت الكلمات التي ألقاها الأمين العام لاتحاد الغرف الألمانية مارتين فانسليبن، ورئيس الغرفة توماس باخ، وتسو غوتنبيرغ، والدردري، ورئيس الاتحاد العام لغرف التجارة والصناعة والزراعة العربية عدنان القصّار وعميد السلك الدبلوماسي سفير تونس منصف بن عبدالله، على أهمية «تنامي التبادل التجاري بين ألمانيا والدول العربية الذي تضاعف ثلاث مرات خلال عقد واحد ليتجاوز 42 بليون يورو». ولفت فانسليبن إلى أن «حجم هذا التبادل يزيد على ذلك المحقق مع أميركا اللاتينية ويقلّ في شكل ضئيل عن حجمه مع الصين». ودعا باخ إلى شراكة استراتيجية بين الطرفين، مشيراً إلى أن النمو الاقتصادي في الدول العربية «يتطور الآن في شكل أفضل منه في الدول الغربية، على رغم أزمة المال والاقتصاد الدولية المستمرة». وتوقع أن «تسجل معدل نمو وسطاً يصل إلى 5 في المئة تقريباً هذه السنة». ولاحظ تسو غوتنبيرغ، أن «الصادرات الألمانية إلى العالم العربي ارتفعت 3 في المئة في الربع الأول من هذه السنة بالغة 6.3 بليون يورو، في وقت تراجعت إلى العالم بنسبة 21 في المئة». ولمس حصول «إصلاحات اقتصادية ومشجعة في الدول العربية بينها سورية»، مؤكداً استعداد ألمانيا «مساعدة العرب على إنجاح جهودهم الإصلاحية». وأعلن أن زياراته إلى الدول العربية قبل ثلاثة أشهر، «عززت لديه الرغبة في توثيق العلاقات الاقتصادية معها». وأشار إلى أن معدل التجارة الدولية «سيتراجع نقطتين هذه السنة»، ورأى وجود «مؤشرات إلى وصولنا إلى القعر وبدء مرحلة الخروج منه». وعرض الدردري وضع الاقتصاد في سورية، مشيراً إلى أن اقتصاد بلاده «لم يعد مغلقاً بل مفتوحاً في بيئة تنافسية». وأعلن «تسجيل نمو تجاوز 6 في المئة العام الماضي، كما ارتفعت مساهمة القطاع الخاص في الاقتصاد من 56 في المئة في 2000 إلى 65 في المئة في 2008». واعتبر أن التحدي الكبير لحكومته «يتمثل في إحداث تطور كبير في البنية التحتية، خصوصاً في مجالات البنية التحتية والطاقة والاتصالات والنقل، يتلاءم مع موقع سورية الجغرافي كبوابة بين أوروبا ومنطقة الخليج». وأكد أن السوق السورية «واعدة للمستثمرين»، موضحاً أن حكومته «بدأت منذ سنتين إصلاحات اقتصادية لجذب المستثمرين العرب والأجانب». ورأى أن ملتقى برلين «فرصة جيدة جداً للترويج» لبلده، لافتاً إلى أن حجم التبادل التجاري مع ألمانيا «وصل إلى 1.9 بليون يورو العام الماضي، بزيادة نسبتها 36 في المئة خلال السنوات الخمس الماضية». وقال: «نريد ألمانيا جزءاً من النشاط الذي نقوم به وأن نكون معها في شراكة استراتيجية». وذكر القصّار أن العلاقات التجارية والاقتصادية بين الدول العربية وألمانيا «شهدت زخماً كبيراً خلال العقدين الماضيين»، لكن اعتبر أن «ما تحقق لا يكفي ولا بد من تطوير العلاقات مع الشركات الأوروبية عموماً والألمانية خصوصاً، ومواصلة التركيز على الاتحاد الأوروبي الذي يعتبر أكبر شريك للعرب».