استعادت سوق دبي المالية أمس جزءاً من خسائرها التي منيت بها الأحد الماضي، تاركةً اسهم شركة «اعمار» العقارية تواصل تراجعها مع ثلاث شركات تابعة لمؤسسة «دبي القابضة» تملكها حكومة دبي. واسترجعت سوق دبي المالية نحو بليون دولار من خسائر فاقت بليوني دولار، في حين واصل سهم «إعمار» تراجعه بمعدل 2.87 في المئة، ليفقد في يومين، اكثر من 12 في المئة من قيمته، بسبب ما يراه محللون ماليون وخبراء من «توقيت غير مناسب» لإجراء صفقة الاندماج، في وقت تعاني السوق العقارية في الإمارات من جمود وتراجع، منذ أن انتقلت تداعيات أزمة المال العالمية إلى المنطقة الخريف الماضي. ولا تزال أسواق المال في العالم عموماً تمر في مرحلة من عدم ثقة. وعزا الخبير المالي زياد دباس، مواصة سهم «اعمار» تراجعه على رغم تحسن باقي الأسهم في السوق، إلى «تخوف من قبل المستثمرين بأن يكون هدف صفقة الاندماج، حماية شركات دبي من تداعيات الأزمة العالمية، عن طريق الاستعانة بشركة «اعمار». لكن مسؤولين أكدوا ل «الحياة» العكس، بأن عملية اندماج «اعمار» مع شركات «دبي القابضة» تقلص ديون الكيان الجديد 7 في المئة من إجمالي حجم أصوله التي تبلغ، في حال إتمام الصفقة 194 بليون درهم (نحو53 بليون دولار)، في مقابل نسبة مديونية ل «إعمار» نهاية الربع الاول من السنة الحالية تصل إلى 15 في المئة، وتمثل ديوناً بقيمة 10 بلايين دولار في مقابل أصول بواقع 68 بليون درهم. وأشارت المصادر إلى أن، هذه المبالغ تثبت أن عملية الاندماج تصب في مصلحة شركة «اعمار» وليس العكس، على اعتبار أنها تقلص ديونها، وتمنحها فرصة لتوسيع أعمالها في السوق المحلية من خلال الأراضي الشاسعة التي تملكها شركة دبي القابضة. وفي ما يتعلق بالتوقيت، أشارت المصادر إلى أن عملية الاندماج تشكل كياناً عملاقاً يواجه تداعيات الأزمة المالية العالمية التي امتدت من الغرب إلى معظم دول العالم. وأوضحت شركة «اعمار، في بيان أرسلته إلى سوق دبي المالية، انه على صعيد الانعكاسات على حقوق مساهمي الأقلية، عيّنت شركة إعمار مؤسسة «رويال بنك أوف سكوتلاند»، لتقديم المشورة في شأن عملية إجراءات التوحيد، وستقوم شركة إعمار مع مستشاريها، ليس فقط بحفظ حقوق المساهمين، بل يتوقع أن تؤدي الصفقة إلى قيمة مضافة لحملة الأسهم الحاليين. ويبدو أن هذه التفاصيل حدت من تراجع كبير في سهم إعمار. وعزت المصادر تراجع السهم وهبوط السوق أول من أمس بصورة كبيرة، إلى عمليات «مضاربة» من مستثمرين يسعون إلى الحصول على سعر منخفض للسهم. وأشار دباس إلى أن المستثمرين في السوق من أجانب وعرب ومحافظ استثمار، أغرتهم الأسعار المتدنية لمعظم الأسهم، فدخلوا إلى السوق، للاستفادة من الفرصة، بعد أن تراجعت معظم اسهم الشركات المدرجة في السوق أول من أمس إلى الحد الأقصى المسموح به للتراجع وهو 10 في المئة من قيمة الأسهم، لتتكبد السوق خسائر تجاوزت 2.2 بليون دولار.