ستكون موقعة الجزائروألمانيا اليوم (الإثنين)، في الدور الثاني من مونديال البرازيل 2014 لكرة القدم، من نوادر المباريات التي يبحث فيها كل طرف عن ثأر تاريخي من الآخر. صحيح أن ألمانيا أحرزت لقب بطولة العالم ثلاث مرات (1954 و1974 و1990) وحلت أربع مرات وصيفة وفي المركز الثالث. لكن الجزائر تريد أيضاً الثأر من تداعيات الواقعة عينها، فبعد هدفي رابح ماجر ولخضر بلومي في 16 حزيران (يونيو) 1982 في مدينة خيخون في الجولة الأولى من الدور الأول عندما تغلبت على ألمانيا الغربية ونجومها، حاكت الأخيرة مؤامرة مع النمسا، إذ كانت النتيجة الوحيدة التي تقضي على آمال الجزائريين فوز الألمان بهدف واحد، حصل هذا الأمر بالفعل، فبعد أن سجل هورست هروبيتش هدفاً بعد مرور 11 دقيقة، نفذ المنتخبان «المؤامرة» بتنفيذ لعب سلبي وسط صافرات الاستهجان من الجمهور. احتجت الجزائر، التي تغلبت على تشيلي (3-2) في النسخة عينها، في اليوم التالي إلى الاتحاد الدولي لكن من دون طائل، وبات ذلك اللقاء يعرف ب«مباراة العار»، ومنذ ذاك الوقت أصبحت الجولة الثالثة الأخيرة من الدور الأول تقام في موعد واحد لتقليص احتمالات التلاعب في النتائج. لم يكن تأهل الجزائر إلى الدور الثاني في المونديال الحالي متوقعاً، فعلى رغم غياب المنتخبات الكبرى عن مجموعتها، لكنها وجهت إنذاراً شديد اللهجة منذ بداية مشوارها، فتقدمت على بلجيكا حتى الدقيقة 70 قبل أن تنحني (1-2)، ثم أصبحت أول منتخب عربي وأفريقي يسجل 4 أهداف بفوزها الكبير على كوريا الجنوبية (4-2)، قبل أن تقصي الإيطالي فابيو كابيلو مرة جديدة من المونديال بتعادلها مع روسيا (1-1) فاحتلت وصافة المجموعة الثامنة بأربع نقاط وراء بلجيكا. أما المشوار الألماني فكان أصلب بكثير، إذ استهل «ناسيونال مانشافت» النهائيات برباعية صارخة على برتغال كريستيانو رونالدو بينها ثلاثية لتوماس مولر، لكنه كاد يخسر الثانية أمام غانا لولا الهدف ال15 في النهائيات لعجوزه ميروسلاف كلوزه الذي عادل رقم البرازيلي رونالدو. وفي ختام الدور الأول، إذ كان بحاجة إلى التعادل كي يتصدر، تغلب على الولاياتالمتحدة بهدف مولر التاسع في مشواره المونديالي. في المقابل، يريد لوف أن يصبح أول مدرب يعيد اللقب إلى ألمانيا بعد القيصر فرانتس بكنباور في 1990، فبنى تشكيلة نواتها الحارس مانويل نوير، بير مرتيساكر وماتس هوملس في الدفاع، فيليب لام وباستيان شفاينشتايغر ومسعود أوزيل ومولر وطوني كروس في الوسط، بيد أن مركز المهاجم الرئيس يبقى يثير الجدل، إذ يشارك كلوزه المخضرم بديلاً في نهاية كل مواجهة.